منذ أكثر من عامين، عرض “أبو عبدالله” أرضًا زراعية للبيع بمساحة 10 دونمات، لها موقع مميز تطل على مدينة أريحا بشكل مباشر، إضافة إلى إطلالتها على السهول والجبال في محافظتي إدلب وحلب.
كثرة العرض العقاري، وقلة الطلب عليه، أديا إلى تراجع أسعار العقارات في المناطق القريبة من خطوط التماس، ويعود ذلك لأسباب عدة أهمها خوف الأهالي من تقدم النظام وسيطرته على المنطقة.
“أبو عبدالله”، رجل ستيني وأب لثمانية أولاد، يقيم في مدينة أريحا جنوبي إدلب، يملك ما يقارب 30 دونمًا من الأراضي الزراعية متوزعة على أطراف المدينة.
رغب “أبو عبدالله” في بيع قطعة أرض على أمل أن تحظى بسعر مناسب، يستطيع بثمنها إرسال أحد أبنائه إلى قبرص ليعمل هناك ويؤمن مستقبلاً جيدًا له.
عرض ذلك العقار الذي يعد من الأراضي التابعة لجبل الأربعين المعروف بإطلالته الساحرة ومناخه الجميل، ويقول: “الطلب قليل جدًا، منذ عامين حتى اللحظة لم يجلس أحد على بازارها”.
تبعد مدينة أريحا ما يقارب 10 كيلومترات عن قوات النظام المتمركزة في سراقب وريفها، بينما تبعد القرى الجنوبية للمدينة حوالي 5 كيلومترات.
يعد السبب الرئيسي لقلة الطلب على شراء العقارات، هو الموقع القريب من المناطق المحتلة من قبل النظام السوري، لذلك يندم “أنس”، 51 عامًا، المقيم في قرية سرجه جنوبي إدلب، على شراء أرض زراعية قبل سبعة أعوام بالقرب من مدينة معرة النعمان.
يشير إلى أن أرضه تبعد عن النظام ما يقارب كيلومتر واحد، فهي خط جبهة يمنع الاقتراب منه، ويضيف: “بات الوصول إليها أمرًا مستحيلاً”.
يعاني أصحاب العقارات في مدينة أريحا بشكل خاص من حالة ركود واضحة، خاصةً في مجال البيع والشراء، يقول “أبو محمد”، 46 عامًا، صاحب مكتب عقاري في المدينة، إن نسبة شراء العقارات تراجعت ما يقارب 80% في مدينة أريحا وريفها سواء كانت منازل سكنية أو أراضي زراعية.
“نسبة 20% المقبلين على شراء العقارات معظمهم مغتربون خارج سوريا منذ سنوات طويلة”، حسب ما أضاف “أبو محمد”.
والجدير بالذكر أن المناطق القريبة من خطوط التماس تشهد بشكل شبه يومي قصفًا مستمرًا من قبل قوات النظام المتمركزة في المدن الخاضعة لسيطرتها.