تشهد محافظة الحسكة وريفها في شرق سوريا أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة المشاكل التي يعاني منها السكان، حيث برزت مؤخراً مشكلة أسطوانات الغاز المعطلة بشكل متزايد، مما أثار قلق المواطنين وغضبهم.
ووفقاً لمصادر من سكان المنطقة، فإن حوالي 15 ألف أسطوانة غاز تالفة كانت مخزنة في مستودعات شركة سادكوب في الحسكة، وعندما تم تسليم إدارة الشركة إلى مجموعة من الأشخاص، تم دمج هذه الأسطوانات التالفة مع الأسطوانات المتداولة بين المواطنين، مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
ويشتكي السكان من أن غالبية أسطوانات الغاز، والتي تقدر بنحو 95% منها، غير صالحة للاستعمال وبحاجة إلى صيانة عاجلة.
وعبّر العديد من المواطنين عن استيائهم من هذا الوضع، مشيرين إلى أن الأسطوانات لا تكفي لأكثر من عشرة أيام، وفي بعض الحالات تصل إلى المستهلكين وهي فارغة.
ومما يزيد الأمر سوءاً، ارتفاع سعر أسطوانة الغاز إلى 160 ألف ليرة سورية (ما يعادل 10 دولارات أمريكية)، وهو مبلغ كبير بالنسبة للكثيرين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
كما يشتكي المواطنون من أن هذا السعر المرتفع لا يضمن جودة الأسطوانة أو صلاحيتها للاستخدام، وفق تعبيرهم.
وقد برزت العديد من الشكاوى حول تسرب الغاز من الأسطوانات المعيبة، مما يشكل خطراً على سلامة المستخدمين.
اتهم بعض المواطنين الوكلاء بالتلاعب بكميات الغاز، حيث يقومون باستخراج كمية من الغاز من كل ثلاث أسطوانات لملء أسطوانة رابعة، حسب تأكيدهم.
ويطالب السكان الجهات المسؤولة بمعالجة هذه المشكلة بشكل عاجل، خاصة فيما يتعلق بتبديل رؤوس الأسطوانات المعطلة وإجراء الصيانة اللازمة، داعين في ذات الوقت إلى احترام حياة المواطنين وضمان سلامتهم من خلال توفير أسطوانات غاز صالحة للاستخدام.
وفي ظل هذه الأزمة، يتساءل المواطنون عن دور المسؤولين وما يقومون به لحل هذه المشكلة التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية، لافتين إلى ضرورة إيجاد حلول سريعة وفعالة، بما في ذلك إجراء فحوصات دقيقة للأسطوانات قبل توزيعها وتوفير خدمات الصيانة بأسعار معقولة.
وتبقى هذه المشكلة تحدياً إضافياً يواجه سكان الحسكة وريفها، في وقت يعانون فيه من صعوبات اقتصادية ومعيشية متعددة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل السلطات المعنية لتخفيف معاناة المواطنين وضمان توفير احتياجاتهم الأساسية بشكل آمن وموثوق، حسب الأهالي.
ويعاني سكان ريف الحسكة شرق سوريا من أزمات متعددة أبرزها نقص المحروقات وارتفاع أسعارها، يضاف إليها شح مادة الكاز وكثرة أعطال محطات المياه.
وتتعالى الأصوات من عموم المنطقة الشرقية للتحذير من خطر “بابور الكاز” وخاصة على النساء، وذلك بالتزامن مع المعاناة من حصول الأهالي على أسطوانة الغاز اللازمة لهم.