تلوث المياه يهدد سكان الغوطة الشرقية.. من المسؤول؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

سجلت منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق خلال اليومين الماضيين العديد من حالات التسمم نتيجة استخدام المياه الملوثة في صناعة ألواح الثلج. هذه الظاهرة أثارت قلق الأهالي في خمس بلدات بالغوطة، حيث سجلت 16  إصابة بينهم ثلاثة أشخاص في حالة حرجة، مما استدعى نقلهم إلى العناية المشددة في مستشفيات دمشق، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.

وقال المراسل: إن “السبب الرئيسي للتسمم يعود إلى عدم نظافة المياه المستخدمة في صناعة قوالب الثلج داخل معامل محلية، وهذه المياه غالباً ما تكون غير صالحة للشرب وغير معقمة، ومع ذلك يضطر الأهالي إلى شراء هذه الألواح بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيل البرادات”.

أحد الأهالي قال لمراسلنا: “نحن مجبرون على شراء الثلج بالرغم من معرفتنا بمخاطره، فالحرارة لا تطاق ولا نملك بدائل أخرى”، حيث سجلت في بلدات الغوطة الشرقية حالات تسمم متعددة، شملت 16 إصابة بمرض التهاب الأمعاء الحاد وأمراض معوية مختلفة، بالإضافة إلى أعراض جلدية.

وتفاقمت المشكلة بسبب غياب الرقابة من قبل اللجان المختصة ووزارة الصحة التابعة للنظام، مما دفع العديد من المعامل إلى استخدام مياه غير صالحة للشرب في عملية التصنيع. يُعزى هذا الإهمال إلى عدم توفر مياه نظيفة وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط المخالفين، فالمصانع لا تلتزم بالمعايير الصحية، ولا توجد رقابة فعلية، مما يعرض حياة الناس للخطر.

وقامت قوات النظام واللجان المختصة تحت إشراف وزارة الصحة بفتح تحقيق ضد معامل تصنيع الثلج، لكن حتى الآن لم يتم محاسبة أي شخص أو إغلاق أي معمل، بل اكتفوا بتقديم إنذارات وفرض غرامات مالية، ويؤكد مراسلنا أن المنطقة لم تشهد أي تغيير حتى الآن، والتحقيق لم يسفر عن نتائج ملموسة.

وسط ذلك تستمر معاناة الأهالي في مناطق سيطرة النظام بشكل عام، والغوطة الشرقية بشكل خاص من تفاقم أزمة مياه شرب حادة وانعدام الرقابة المختصة في ضبط محلات الأطعمة والأشربة، هذا الوضع يزيد من مشكلات الصحة العامة ويزيد من احتمالية انتشار الأمراض.

إذ باتت حالات التسمم في الغوطة الشرقية تدق جرس إنذار حول تدهور الأوضاع الصحية نتيجة تلوث المياه وغياب الرقابة الفعالة، تحتاج هذه القضية إلى تدخل سريع وحاسم من الجهات المعنية لضمان توفير مياه صالحة للشرب ومعاقبة المخالفين لضمان سلامة وصحة السكان.

مقالات ذات صلة