منذ أشهر.. سكان أريحا يعانون من أزمة مياه طاحنة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

كل ثلاثة أيام، تحتاج “أم كفاح” إلى 1000 ليتر من الماء، وذلك بعد انقطاع شبكة المياه عن مدينتها أريحا منذ أكثر من شهر ونصف.

يعاني سكان مدينة أريحا من انقطاع ضخ المياه إلى منازلهم منذ بداية فصل الصيف تقريباً، مما أجبرهم على شراء الماء بالبرميل عن طريق بيعهم بالصهاريج.

“أم كفاح” سيدة ثلاثينية، أرملة وأم لأربعة أولاد، ممرضة في عيادة طبيبة أسنان، تقيم في مدينة أريحا جنوبي إدلب، بعد نزوحها من ريف معرة النعمان قبل أربع سنوات.

بمفردها، تتحمل مسؤولية أطفالها الأربعة ومصروف مدرستهم، إضافة إلى دفع إيجار المنزل وفاتورة الكهرباء، تقول: “راتبي لا يكفي أكثر من 15 يوماً، أغطي به المصاريف الضرورية فقط”.

كحد أدنى، تحتاج العائلة إلى برميل الماء يومياً، خاصةً في فصل الصيف حيث يتضاعف استخدامهم للماء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، تقول “أم كفاح” إنها تحاول تقنين استخدام الماء قدر المستطاع لتكفيها البرميل ليوم واحد، وتضيف: “في الصيف، مهما حاولت التقنين، هناك مصروفات لا بد منها مثل الاستحمام وغسيل الملابس وتنظيف المنزل يومياً”.

استغل أصحاب صهاريج المياه هذه الأزمة، وأصبح سعر البرميل متفاوتاً بين أصحاب المهنة، يقول “مصطفى” البالغ من العمر 28 عاماً، وهو أب لطفلين يقيم في أريحا، إنه في كل مرة يريد تعبئة الماء لمنزله يتجول بين خمس بائعين على الأقل ليحصل على أرخص سعر.

يدرس صاحب الصهريج تكاليف نقل الماء، بدءًا من تكلفة المازوت لسيارته أو البنزين لمولد الكهرباء لضخ الماء إلى المنازل الطابقية، إضافة إلى تكلفة الماء نفسه من مكان تعبئته.

“أبو محمد”، رجل في الخمسينات من عمره، يسكن في مدينة أريحا، يضطر إلى قطع مسافة تزيد على 5 كيلومترات للوصول إلى بئر ارتوازي قريب، حيث يحتاج إلى لتر من المازوت، بالإضافة إلى نصف لتر من البنزين لمولد الكهرباء لضخ الماء إلى المنزل عبر المضخة، ويكون ذلك إضافة إلى تكاليف صيانة أدوات نقل الماء المتوفرة لديه.

“أشتري برميل الماء من أصحاب البئر ب 15 ليرة تركية، إضافة إلى 45 ليرة تركية ثمن المحرقات في كل رحلة، لأبيع البرميل للزبائن في المدينة ب 20 ليرة” حسب ما أضاف “أبو محمد”.

يطالب أهالي مدينة أريحا الجهات المعنية بإعادة ضخ الماء إلى المدينة بأسرع وقت ممكن، نظرًا لعدم قدرة الكثيرين على شرائه بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان المنطقة.

مقالات ذات صلة