تفيد الأنباء الواردة من ريف دير الزور الشرقي بأزمة صحية تهدد حياة الأطفال على وجه الخصوص، وذلك مع توقف المركز الوحيد لمعالجة مرضى التلاسيميا في المنطقة عن العمل.
وتعالت الأصوات من داخل المنطقة للتحذير من أن هذا التوقف يهدد حياة أكثر من 150 طفلاً مصاباً بهذا المرض المزمن، الذين كانوا يتلقون العلاج في مستشفى هجين العام.
وأكد الرئيس المشترك للجنة الصحة في المنطقة الشرقية، مشعل السلطان، بحسب مصادر محلية متطابقة من المنطقة، على أن المركز بحاجة إلى دعم كبير يفوق قدرة لجنة الصحة مما يجعل إعادة افتتاحه تحدياً كبيراً.
ويعود سبب الأزمة يعود إلى انتهاء عقد إحدى المنظمات الداعمة للمركز، مما أدى إلى توقف الخدمات الطبية الحيوية.
وحذّرت مصادر طبية من العواقب الوخيمة لهذا التوقف، مشيرة إلى أن مرض التلاسيميا يتطلب علاجاً مستمراً مدى الحياة.
وناشد سكان المنطقة المنظمات الصحية والإنسانية، بإعادة دعم المركز للاستمرار في تقديم العلاج للمصابين.
وخلق هذا الوضع معاناة كبيرة لذوي المرضى، إذ اضطر بعض أهالي الأطفال المصابين للتوجه إلى مدينة الرقة لتلقي العلاج بعد إغلاق المركز.
وأوضح الأهالي أن الرحلة إلى الرقة تستغرق يوماً كاملاً وتنطوي على مشقة كبيرة بسبب بعد المسافة والطرق المتردية فضلاً عن التكلفة المادية العالية.
وقال الناشط الإنساني عبد المنعم المنبجاوي أحد سكان المنطقة الشرقية لمنصة SY24، إن “استمرار هذه الأزمة يهدد بتدهور الحالة الصحية لعشرات الأطفال في المنطقة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لإيجاد حل سريع وإعادة تشغيل المركز الحيوي في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف أن “البنية الصحية في شرق سوريا تحتاج لاهتمام بالغ من المنظمات المدعومة من جهات دولية، إذ يؤثر تردي الواقع الطبي على أصحاب الأمراض المزمنة من كبار سن وشباب ونساء إلى جانب الأطفال”.
ولفت إلى أن توقف مركز “الثلاسيميا” عن العمل يهدد حياة الأطفال بشكل كبير جدا ما لم يتم التحرك وتدارك الأمر قبل وقوع الكارثة، حسب تعبيره.
يشار إلى أن التلاسيميا هو مرض وراثي ينتقل عبر الجينات من الوالدين، ويعد من أمراض فقر الدم. ومن أبرز أعراضه الشحوب والتعب، ولا يوجد له علاج نهائي حالياً سوى نقل الدم بشكل دوري.