الأرامل والمطلقات.. الفئة الأكثر تضررا من تقليص المساعدات شمال سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهد شمال سوريا مؤخراً تغييراً في سياسة توزيع المساعدات الغذائية، حيث قام برنامج الغذاء العالمي بشطب أسماء بعض العائلات من قوائم المستفيدين.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة، تبين أن النساء هن الفئة الأكثر تضرراً من هذا القرار، حسب مصادر مهتمة بالشأن الإغاثي شمال سوريا.

ويأتي هذا التغيير في ظل الأزمة الإنسانية المستمرة في سوريا، حيث تعتمد العديد من العائلات على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

وفي السياق، كشف استبيان جديد أجراه “منسقو استجابة سوريا” عن تأثير كبير لأزمة تمويل برنامج الأغذية العالمي على السكان في شمال سوريا، مع تأثر النساء بشكل خاص.

وشمل الاستبيان 21.843 شخصاً، منهم 47% نساء و53% رجال. وأظهرت النتائج أن أكثر من 60% من المشاركين (13.106 شخص) توقفت عنهم المساعدات، بينما تضرر 71% (9.308 أشخاص) اقتصادياً بسبب تقليص قوائم المستفيدين.

ولاحظ 67% من المستجيبين انخفاضاً ملحوظاً في عدد المستفيدين من البرنامج، فيما توقع 88% (19.221 شخص) إجراء تخفيضات جديدة في الفترة القادمة.

وعبّر المشاركون عن مخاوفهم من الوضع الراهن، حيث أبدى 37% قلقهم من توقف المساعدات الإنسانية بالكامل، و55% من تقلص قوائم المستفيدين، بينما أعرب 8% عن قلقهم من استمرار عمليات التخفيض.

وأشار الاستبيان إلى وجود استياء واسع من تراجع المساعدات ومخاوف من توقفها أو الحرمان منها، مع تزايد الضغط الاقتصادي على المستفيدين في ظل استمرار عمليات التخفيض.

ويأتي هذا الاستبيان في وقت تواجه فيه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في توفير المساعدات للمحتاجين في شمال سوريا، مع استمرار الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وقال المهتم بالشأن الإغاثي شمال سوريا، الدكتور مأمون سيد عيسى لمنصة SY24، إنه “لابد من إلقاء النظر على الوضع الاقتصادي للمرأة في شمال وشمال غرب سوريا، حيث تواجه النساء والفتيات السوريات قيوداً على الحركة وإمكانية محدودة للوصول إلى فرص العمل، وأن النساء يعملن في مهن شاقة وساعات طوال مقابل أجور زهيدة، حيث لا تتجاوز أجرة العاملة الزراعية 50 ليرة، وقد وجدنا أن البطالة تسود أكثر في صفوف النساء في المنطقة ولم نجد نقابة للعمال أو رابطة للنساء تدافع عنهن”.

وأضاف أن “انتشار الفقر بين النساء  ليس له علاقة بطبيعتهن الأنثوية بل بالأدوار الاجتماعية التي يفرضها المجتمع عليهن، وانعدام استقلالهن الذاتي وعدم وصولهن إلى الموارد والفرص الاقتصادية”.

وتابع أن “كل ما سبق يفسر لماذا النساء هم الفئة المتضررة بشكل أكبر من شطبهم من المساعدات الغذائية خاصة ذوات الإعاقة والمطلقات والأرامل اللواتي تصل نسبتهم وفق دراسة مركز حرمون للدراسات المعاصرة، إلى أرملة من كل 6 نساء، وقد أصبح المعدل أرملة حالياً من بين كل ست نساء في المنطقة، أي لدينا بحدود 179 ألف أرملة”.

وفي أيار/مايو الماضي، حذّر ناشطون إغاثيون من أن الوضع الغذائي في الشمال السوري يتدهور بشكل خطير، مع انعدام الأمن الغذائي لدى ملايين الأشخاص خاصةً الأطفال والنساء.

وأرجع الناشطون تفاقم الأزمة إلى قطع المساعدات الغذائية التي كانت تقدمها المنظمات الدولية في بداية العام الجاري، دون أي بديل أو حلول من قبل السلطات المحلية.

مقالات ذات صلة