قطاف وتجفيف الملوخية.. فرصة عمل للنساء في إدلب وريفها  

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

في إدلب وريفها، يوفر موسم قطاف الملوخية فرصة عمل ثمينة للنساء، اللواتي يجدن في هذه الفترة مصدراً مؤقتاً للدخل يساعدهن على تلبية احتياجات أسرهن. ومع بدء الموسم، تنشط نساء كثر في قطاف وتجفيف الملوخية، ثم بيعها بأسعار مناسبة، ما يعزز دورهن في دعم الاقتصاد المحلي ولو بشكل بسيط.

“عبير” سيدة أرملة ومعيلة لأطفالها، تسكن في أحد التجمعات السكنية بريف إدلب الشمالي، واحدة من بين نساء كثر استفدن من هذا العمل الموسمي، تبدأ يومها مع الفجر، حيث تشتري كميات كبيرة من أعواد الملوخية الخضراء الطازجة من سيارات بيع الخضار الجوالة وتقوم بفصل الأوراق الخضراء عن الأغصان وجمعها بكميات كبيرة، ثم نشرها في مكان واسع يتمتع بتهوية جيدة بعيداً عن أشعة الشمس إلى أن تجف أوراق الملوخية ، ثم تعبئها في أكياس تزن كيلو غرام وتبيعها إلى العوائل.

تقول “عبير”: إن “العمل في تجفيف الملوخية ليس سهلاً، لكنه يوفر لي دخلاً جيداً يمكنني من خلاله تأمين احتياجات أطفالي، يباع كيلو الملوخية اليابسة بـ 150 ليرة، وتقبل العائلات على شرائه وتخزينه لفصل الشتاء”.

هذا العمل لا يقتصر على “عبير” فقط، بل يشمل العديد من النساء في المنطقة اللواتي يسعين لكسب العيش بكرامة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

تلعب النساء في إدلب وريفها دوراً حيوياً في الاقتصاد المحلي، وعلى كيفية استخدام الموارد المتاحة لتحسين الوضع المعيشي، من خلال المشاركة في أعمال كثيرة خصوصاً في المناطق الريفية حيث يعتمد  من الأسر على الزراعة والأعمال اليدوية.

ويعد العمل في تجفيف الملوخية  واحد من أعمال عدة تمارسها النساء في منازلهن تختلف باختلاف المواسم مثل تحضير مونة ورق العنب والألبان والأجبان الملوخية والمكدوس.

إذ يوفر هذا العمل دخلاً إضافياً للعائلات ويساعد في تأمين مستلزماتهم اليومية، ويعزز من قدرة النساء على الاستقلال الاقتصادي بشكل محدود.

يقول “أبو محمد” صاحب محل تجاري لبيع المنتجات الغذائية أصناف المونة المنزلية في إدلب: إن “الملوخية المجففة من المنتجات التي تلقى رواجاً كبيراً في الأسواق المحلية، العائلات تفضل تخزينها لفصل الشتاء نظراً لقيمتها الغذائية وسهولة استخدامها في إعداد وجبات شهية، والنساء اللواتي يعملن في تجفيف الملوخية يقدمن منتجاً عالي الجودة يحظى بثقة المستهلكين”.

العمل في قطاف وتجفيف الملوخية في إدلب وريفها هو فرصة موسمية للنساء، تعكس قدرتهن على التكيّف والصمود في وجه التحديات بفضل جهودهن، ويصبح العمل أكثر من مجرد منتج غذائي بل رمزاً لقوة وإصرار المرأة السورية على تحقيق الاستقلال المادي لعوائلهن وأطفالهن بأبسط المقومات الموجودة لديهن.

مقالات ذات صلة