تواجه فرق الغواصين في مدينة الرقة شرق سوريا تحديات وضغوطات كبيرة، وذلك أثناء أداء مهامهم الإنسانية في إنقاذ الغرقى وانتشال الجثث من نهر الفرات والقنوات المائية المحيطة بالمدينة.
وأفاد بعض أعضاء فريق الغواصين أنهم تعرضوا لمضايقات ومشاكل متكررة من قبل بعض الأشخاص، خاصة الشباب المتعاطين للمخدرات، مما اضطرهم في بعض الأحيان إلى إلغاء عمليات الإنقاذ.
وأضافوا أنهم طالبوا مراراً بتوفير زورق مزود بمحرك لتسهيل عملهم، إلا أن طلبهم لم يلق استجابة حتى الآن، وفق تعبيرهم.
من جهتهم، أشاد الأهالي بجهود فريق الاستجابة الأولية، واصفين إياهم بأنهم يحملون “جميع القيم الإنسانية والأخلاقية”، مطالبين بتوفير غرف مجهزة على ضفاف النهر لفريق الإنقاذ تحسباً لأي حالات طارئة.
وفي إطار جهودهم للحد من حوادث الغرق، يقوم فريق الاستجابة الأولية بتوزيع منشورات توعية تحذر من مخاطر السباحة في نهر الفرات.
واقترح بعض المواطنين على الإدارة المحلية تدريب عدد أكبر من الغواصين ونشرهم على ضفتي النهر خلال موسم الصيف، منتقدين إنفاق الأموال على أمور غير ضرورية في حين أن “حياة الإنسان أهم من كل شيء”.
من جانبهم، أكد أعضاء فريق الغواصين أنهم يعملون بإخلاص رغم الظروف الصعبة، مشيرين إلى أن عددهم لا يتجاوز 7 أشخاص فقط، لافتين إلى أنهم يتعرضون لانتقادات وكلام جارح لكنهم يستمرون في عملهم الإنساني دون تقصير.
واقترح بعض الأهالي أيضاً، توفير مركز للغوص وسفينة إنقاذ للطوارئ خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وأكد الناشط الإنساني أبو الحارث أحد سكان المنطقة الشرقية لمنصة SY24، على أن الأمل يبقى معقوداً على استجابة السلطات المحلية لهذه المطالب وتوفير الدعم اللازم لفريق الغواصين، لتمكينهم من أداء مهامهم الإنسانية بشكل أفضل وحماية أرواح المواطنين، وفق تعبيره.
وأضاف، أن حالات الغرق في نهر الفرات تتصدر المشهد في عموم المنطقة الشرقية، إلى جانب القضايا والمشاكل الأخرى التي يشتكي منها الأهالي ومنها الاقتصادية والمعيشية.
ورأى أنه من المهم جدا دعم فريق الغواصين وزيادة أعدادهم، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة كيف تم إطلاق العديد من التحذيرات من جهات إغاثية وإنسانية بأن هذا الصيف سيشهد المزيد من حالات الغرق في نهر الفرات، والسبب هو موجة الحر الشديدة وغياب الوعي حول مخاطر السباحة في نهر الفرات أو في مناطق محددة منه، حسب كلامه.
ومؤخراً، حذّر فريق الاستجابة الأولية في الرقة من مخاطر السباحة في نهر الفرات، خاصةً في الأماكن الخطرة، وذلك بعد تسجيل 12 حالة غرق خلال الموسم الصيفي الحالي، جميعها انتهت بالوفاة، من بينهم أطفال صغار.