في ظل الأزمة الكهربائية المتفاقمة في شرق سوريا، يعاني الأطفال بشكل خاص من تداعيات تعطل مولدات الأمبيرات، مما يثير غضب الأهالي وشكاواهم المتزايدة.
وفي المستجدات، عبّر العديد من الأهالي عن استيائهم الشديد من أصحاب المولدات الذين يتذرعون بتعطل المولدات وتوقفها عن العمل.
وقال أحد السكان “إنهم لا يراعون حرمة الله في الأطفال الصغار والمرضى، بل كل ما يهمهم هو التذرع بالأعطال لتوفير الوقود”، في إشارة واضحة إلى شدة المعاناة التي يتعرض لها الأطفال والمرضى بصفة خاصة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
ويرى كثير من الأهالي أن الحل يكمن في توفير مولدات احتياطية لضمان استمرار الخدمة الكهربائية، وفق تعبيرهم.
علق أحد المواطنين قائلاً: “من المفترض أن تكون هناك مولدة كهربائية احتياطية حتى لا يبقى الناس بدون كهرباء”، إذ يهدف هذا الاقتراح إلى تخفيف الأعباء عن الأسر وخاصة الأطفال الذين يعتمدون على الكهرباء في دراستهم وحياتهم اليومية.
وفي سياق متصل، اتخذت بعض السلطات المحلية إجراءات لمعاقبة أصحاب المولدات المخالفين، حيث فرضت لجنة المولدات في بلدية الشعب في منطقة عامودا بريف الحسكة غرامة على صاحب مولدة أمبيرات لتجاوزه المهلة المحددة لإصلاح الأعطال.
ولقي هذا الإجراء ترحيباً من بعض الأهالي الذين يرون أن “القوانين موجودة في كل مكان، ولكن العبرة في التنفيذ”.
ومع ذلك، يرى آخرون أن فرض الغرامات ليس الحل الأمثل، إذ رأى أحد المواطنين الساخطين على الوضع أن “الحل ليس بالمخالفات، بل الأهم هو توفير كهرباء نظامية وعلى الأقل كالسابق”.
وتابع مستنكراً: “هل من المعقول أن نحصل على ساعة واحدة فقط من الكهرباء، وذلك بعد منتصف الليل؟ لماذا لم نجد حلولاً أو بدائل بعد مرور 14 عاماً على هذه المشكلة؟”.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع الكهربائي المتردي لا يؤثر فقط على الأسر والأطفال، بل يمتد تأثيره إلى قطاعات أخرى مثل الزراعة. فقد أشار أحد المزارعين إلى أن “المداجن تقدم لهم على الأقل 12 ساعة كهرباء، غير ذلك تنفق الطيور”.
ويتفق معظم الأهالي على ضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء. أحد المقترحات التي طرحها السكان هو توفير “موتور ومولدة احتياط لكل حي” لضمان استمرار التيار الكهربائي وتخفيف المعاناة عن الأطفال وباقي أفراد المجتمع.
ووسط كل ذلك يبقى الأطفال الحلقة الأضعف في هذه الأزمة، حيث يتأثر تعليمهم وصحتهم ونموهم بشكل مباشر من جراء انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.
وتُسبب انقطاعات الكهرباء حرمانًا من الخدمات الأساسية مثل الماء والتبريد، ممّا يُشكل خطرًا على الصحة العامة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى أن تكاليف المولدات تثقلَ كاهلَ الأهالي، ممّا يُؤثّر سلبًا على قدرتهم الشرائية.