المسيرات تهديد جديد يستهدف ريف إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشهد مناطق ريف إدلب الجنوبي في شمال سوريا تصعيدًا خطيرًا في الهجمات باستخدام المسيرات الانتحارية، مما يشكل تهديدًا جديدًا وخطيرًا للمدنيين في المنطقة.

ووفقًا لتقرير صادر عن فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فقد تم رصد زيادة كبيرة في عدد هذه الهجمات خلال الأشهر الأخيرة.

وفي أحدث هجوم، تعرضت ثلاث قرى في ريف إدلب الجنوبي لهجوم عنيف بـ 11 طائرة مسيرة انتحارية انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام السوري.

واستهدفت هذه الهجمات مرافق عامة وممتلكات المدنيين، مما أدى إلى أضرار مادية كبيرة، على الرغم من عدم وقوع إصابات بين المدنيين في هذه الحالة.

وتوزعت الهجمات على النحو التالي:

– قرية معرزاف: استهدفت 7 طائرات مسيرة محيط مدرسة التعليم الأساسي وسيارات في مناطق متفرقة.

– قرية منطف: شهدت هجومين على سيارات المدنيين.

– قرية الرويحة: تعرضت أطراف القرية للهجوم دون إلحاق أضرار بممتلكات المدنيين.

وبحسب إحصائيات الدفاع المدني، فقد تم رصد 41 هجومًا بالمسيرات الانتحارية خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 (من 1 كانون الثاني/يناير حتى 30 نيسان/أبريل).

وقد لوحظ ارتفاع في وتيرة هذه الهجمات، حيث سجلت 10 هجمات في شباط/فبراير، و17 في آذار/مارس، و13 في نيسان/أبريل.

وأدت هذه الهجمات إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 18 آخرين، من بينهم امرأة وأربعة أطفال. وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت هذه الهجمات في أضرار كبيرة بممتلكات المدنيين وأثرت سلبًا على قدرتهم على الوصول إلى حقولهم وجني محاصيلهم بسبب الخوف من الهجمات المستمرة.

وأشار التقرير إلى أن هذه الهجمات تنطلق من مناطق سيطرة قوات النظام السوري، وتتركز في المناطق القريبة من الخطوط الأمامية في أرياف حماة وإدلب وحلب.

كما لوحظ ارتفاع في مدى هذه الهجمات، حيث وصلت في إحدى الحالات إلى مسافة 9 كيلومترات من الخطوط الأمامية.

وأكد الدفاع المدني أن المدنيين في المناطق القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام يواجهون خطرًا مستمرًا، حيث تتقيد حركتهم بسبب الرصد المستمر والاستهداف المتكرر، سواء بالصواريخ الموجهة أو بالطائرات الانتحارية والقذائف الموجهة بالليزر.

وأكد التقرير أن هذا التصعيد في استخدام المسيرات الانتحارية يشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المدنيين في شمال غرب سوريا، حيث يدمر وسائل بقائهم وسبل عيشهم.

كما أن الطبيعة الممنهجة لهذه الهجمات وتعمد استهداف المدنيين قد تسبب في حالة من التوتر والخوف في الحياة اليومية للسكان.

وفي هذا الصدد، قال العامل بالشأن الإغاثي والطبي مأمون سيد عيسى لمنصة SY24: “من المعروف أن آخر اتفاق لإطلاق النار كان في مارس آذار 2020  عدما عقد الرئيس أردوغان وبوتين اجتماعا مع وفود أمنية وعسكرية، نتج عنها اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، وزادت بعده نقاط المراقبة التركية على خط التماس الجديد، لتشهد المنطقة منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا، استقراراً نسبياًً”.

وأضاف: “لكن معروف أن النظام والروس ليس لديهم مبادئ ولا التزام بأي اتفاقية منذ اتفاقيات وقف التصعيد المتعددة مع الجانب التركي، حيث يتم خرق الاتفاق بشكل دائم عبر قصف  القرى الآمنة”.

وتابع: “يبدو أن الإيرانيين أقاموا مصنع مسيرات انتحارية من نوع FPV حيث يتم استخدام المسيرات من جديد لتنفيذ هجمات في مناطق إدلب، في استهدافات أغلبها تستهدف المدنيين”.

وختم قائلاً: “لقد لاحظنا أن القصف المدفعي واستخدام المسيرات تزداد وتيرته قبل أي قمة روسية إيرانية تركية للضغط على تركيا. أيضا تقصف مواقع النظام من قبل إسرائيل بينما تحتفظ بحق الرد لكنها ترد عبر قصف المدنيين في إدلب”.

وفي السياق نفسه، كشف تقرير “منسقو استجابة سوريا” عن تزايد وتيرة التصعيد بالأسلحة الموجهة ضد المدنيين في شمال غربي سوريا، ووثّق التقرير 127 استهدافاً عبر 512 مسيرة انتحارية، تم إسقاط 94 منها، وأسفرت عن مقتل 22 شخصاً وإصابة 47 آخرين. كما سجّل التقرير 27 استهدافاً بالصواريخ الموجهة، خلفت 14 قتيلاً و33 إصابة.

مقالات ذات صلة