تعيش مخيمات شمال غربي سوريا أزمة مياه حادة، حيث توقفت المساعدات المخصصة لهذه المخيمات منذ عدة أشهر بسبب نقص التمويل، مما أدى إلى تفاقم معاناة الأهالي في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
تضم هذه المخيمات مئات الآلاف من العوائل النازحة والمهجرة، الذين يواجهون تحديات كبيرة في تأمين المياه الأساسية للحياة اليومية، حيث يلجأ الأهالي في المخيمات التي انقطع عنها دعم المياه إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة، حيث يصل سعر خزان مياه سعة خمسة براميل إلى ما بين 40 و60 ليرة تركية، أي ما يعادل حوالي دولارين.
هذا العبء المالي يرهق العائلات، خاصة أن أسرة مكونة من خمسة أفراد تحتاج لشراء المياه كل ثلاثة أيام، “أبو سليم الحمصي” أحد سكان مخيم سكني بمنطقة كفر لوسين، قال لنا: إنه يضطر لشراء المياه مرتين في الأسبوع لعائلته المكونة من ستة أفراد، حيث تستهلك الأسرة كمية كبيرة من المياه لقضاء احتياجاتها المنزلية مثل الاستحمام والغسيل.
ناهيك عن ذلك تزداد المخاطر الصحية بسبب نقص المياه في المخيمات وتتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي، خاصة الأطفال، إذ يعاني السكان من صعوبة تأمين المياه بشكل يومي واتباع أساليب النظافة والوقاية، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الجلدية وأمراض أخرى مثل الكوليرا وفيروس كورونا، ويزيد هذا الوضع من الأعباء على القطاع الصحي الذي يعاني بالفعل من نقص في الدعم والتجهيزات.
عموماً تفتقر معظم مناطق الشمال السوري إلى حلول دائمة لمشكلة تأمين المياه، مثل حفر الآبار الجوفية وبناء الخزانات الكبيرة وتمديد شبكات مياه منظمة تصل إلى الأهالي، بسبب ارتفاع تكاليف هذه الحلول، تبقى الحاجة ماسة لتوفير دعم مستدام لهذه المناطق لتخفيف معاناة سكان المخيمات وتحسين ظروفهم المعيشية.
يعيش معظم سكان مخيمات الشمال السوري تحديات يومية بسبب نقص المياه وارتفاع تكاليفها، يقول عدد من الأهالي تحدثنا إليهم إن “الوضع الحالي يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل المنظمات الدولية لتوفير دعم مستدام يمكن أن يخفف من هذه الأزمة ويضمن توفير المياه الأساسية للأهالي، مما سيساهم في تحسين ظروفهم المعيشية والصحية”.