تصاعد الاحتجاجات في بنش بعد دهس فتاة متظاهرة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تتسارع وتيرة الأحداث الدائرة في منطقة إدلب شمال سوريا، والتي عنوانها الأبرز توتر أمني غير مسبوق في مدينة بنش، أعقبه حادثة دهس فتاة قالت عنها مصادر محلية إنها “متعمدة” من أحد عناصر أمن هيئة تحرير الشام.

وفي التفاصيل، شهدت مدينة بنش في محافظة إدلب مظاهرات حاشدة مساء الثلاثاء، احتجاجاً على حادثة دهس فتاة متظاهرة بسيارة تابعة لأحد العناصر الأمنية من هيئة تحرير الشام.

وأثارت هذه الواقعة غضباً شعبياً واسعاً، دفع بالآلاف للخروج إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة.

ووفقاً لمصادر محلية، فإن الفتاة المصابة هي ابنة أحد المعتقلين، وكانت تشارك في مظاهرة مع ذوي المعتقلين للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.

وقد تم تحديد هوية المتهم بعملية الدهس، والذي يُعتقد أنه عنصر أمني في هيئة تحرير الشام، حسب المصادر المحلية.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر مئات المتظاهرين في شوارع بنش وهم يرددون هتافات مناهضة للجولاني ويطالبون بإسقاطه.

كما طالب المحتجون بإزالة جميع الحواجز الأمنية التي نصبتها الهيئة في المدينة والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين دون قيد أو شرط.

وفي محاولة لتفريق المتظاهرين، أظهرت تسجيلات مصورة دخول رتل من السيارات إلى شوارع المدينة وإطلاق النار في الهواء.

كما تداول ناشطون صورة قيل إنها لوالد الفتاة المصابة لحظة إطلاق سراحه، بالتزامن مع إعلان عن اعتقال المتورط في الحادثة، في خطوة يبدو أنها تهدف إلى امتصاص الغضب الشعبي.

وحول ذلك قال ناشط إعلامي من إدلب (فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية) لمنصة SY24، إن “بنش خُذلت من جميع المناطق، والحراك ضد الجولاني انحصر فيها ووصلت لمرحلة صار عليها ضغوطات كثيرة، بالإضافة إلى أن المدينة نفسها منقسمة إلى عدة أقسام (ضد- حياد- مع)، ووصلت الأمور بالنهاية إلى صراع عائلي مطعّم بالهيئة والحراك”.

وأضاف أن “الناس المنتفضة على الجولاني أمام أمرين أحلاهما مر، في حين أن الجولاني وسلطته لم يستجيبوا لمطالب الأهالي واستمروا بعنجهيتهم، وفي نفس الوقت الأمور السياسية ضد الثورة لا تبشر بالخير وهناك مخاوف من استغلال نظام الأسد للأحداث، فأي تصعيد داخلي حالياً فإن المستفيد منه هو نظام الأسد”.

الجدير بالذكر أن التوترات في مدينة بنش بدأت قبل أكثر من 10 أيام، عندما خرجت مظاهرة عقب صلاة الجمعة تطالب بإسقاط الجولاني وإطلاق سراح المعتقلين في سجون الهيئة.

وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الأحداث، بما في ذلك اعتقال منظمي المظاهرة وإرسال تعزيزات عسكرية من قبل هيئة تحرير الشام إلى المدينة.

ونتيجة لهذه الأحداث، أعلن عدد من المشايخ والخطباء استقالاتهم احتجاجاً على انتهاكات الهيئة واستمرار عمليات الاعتقال التعسفي.

وامتدت المظاهرات إلى عدة مدن وبلدات في ريف إدلب، مما يشير إلى اتساع نطاق الاحتجاجات ضد ممارسات هيئة تحرير الشام.

وقال ناشط سياسي من منطقة إدلب لمنصة SY24، إن “عملية الدهس لم تكن خطأ فردياً أبدا بل سياسة ممنهجة وتربية وسلوك تَعلم وتربى عليه من قام بهذا الانتهاك في فصيل هيئة تحرير الشام، التي ترى كما كل الفصائل أن الشعب السوري عبارة عن عبيد وقطيع من الأغنام”.

وحذّر من أن “إهانة النساء في ما يسمى المناطق المحررة إهانة لكل السوريين الأحرار على امتداد العالم وليس سوريا، وأعتقد أن ما حصل في بنش سيكون بداية لمنحدر مجهول لا نعرف أين نذهب ولا تحمد عقباه”.

وتعكس هذه الأحداث حالة من التوتر المتصاعد بين السكان المحليين وهيئة تحرير الشام في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتسلط الضوء على المطالب المستمرة بالحرية والعدالة في شمال سوريا، وفق المصادر المحلية.

مقالات ذات صلة