لقي طفل يبلغ من العمر 14 عاماً حتفه غرقاً بعد سقوطه في بركة مائية بأرض زراعية في قرية الكستن غربي إدلب، يوم أمس الثلاثاء 16 تموز، حيث فارق الحياة بعد إسعافه من قبل فرق الإنقاذ في الدفاع المدني السوري وتقديم الإسعافات الأولية.
مخاطر البرك الزراعية
يقوم المزارعون عادة بصنع برك أو بحيرات مائية لحجز المياه سواء من مياه الآبار الزراعية أو تجميع مياه الأمطار، لاستخدامها في سقاية الأراضي، غير أنها قد تشكل خطراً كبيراً، خاصة على الأطفال الذين قد يقعون فيها دون انتباه الأهل، ما يؤدي إلى حوادث غرق مأساوية.
ارتفاع معدلات الغرق مع ارتفاع درجات الحرارة
ومع ارتفاع درجات الحرارة، تزداد حوادث غرق الأطفال في البرك الزراعية والبحيرات، حيث يستخدمها الأطفال للسباحة، مما يجعل تلك المسطحات خطراً داهماً عليهم. هذه البحيرات المصنوعة ضمن الحقول وبالقرب من المنازل أصبحت تشكل خطراً مستمراً على حياة الأطفال في المنطقة.
جهود الدفاع المدني السوري
في حديث خاص مع “عبد الكافي كيال”، متطوع في الدفاع المدني السوري، قال: إن “الحل الأمثل هو بيد أهلنا المدنيين بامتناعهم عن السباحة في المسطحات المائية لأنها خطرة وغير قابلة للسباحة وخاصةً بحيرة ميدانكي التي تكون مقصد لعدد كبير من الأهالي في فصل الصيف بغرض الاستجمام والسباحة من دون اتباع قواعد السلامة أو اصطحاب معدات الأمان والسلامة من الغرق”.
ويقوم الدفاع المدني السوري سنوياً بتنفيذ خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي من خلال تدريبات عملية لمتطوعي فرق الإنقاذ المائي قبيل اشتداد درجات الحرارة، كما تنتشر نقاط رصد وإنقاذ دائمة في المسطحات الأكثر قصداً من الأهالي مثل بحيرة ميدانكي في عفرين شمالي حلب وعين الزرقاء بريف إدلب الغربي خلال موسم الصيف.
وأكد “كيال” على الدور الكبير الذي تلعبه فرق الدفاع المدني في توعية المدنيين بخطر السباحة وخطر التعامل مع حالات الغرق دون دراية كاملة بأساسيات الإنقاذ المائي، تُنشر المواد الإعلامية التوعوية باستمرار للتأكيد على خطر السباحة في المسطحات المائية شمال غربي سوريا دون اتباع قواعد السلامة والوقاية من الغرق.
ورغم حملات التوعية الجوالة والبروشورات التعريفية، لا يزال بعض الأهالي يتجاهلون هذه التعليمات بسبب غياب القوانين الرادعة للسباحة في البحيرات والأنهار الخطرة.
نصائح لتجنب حوادث الغرق
قدم “كيال” عدة نصائح للأهالي لتجنب حالات الغرق: طلب المساعدة فوراً من الموجودين والاتصال بفرق الطوارئ مباشرة، ومحاولة رمي أي أداة تساعد الشخص على الطفو فوق سطح الماء، مثل حبل أو طوق نجاة أو منشفة أو قطعة قماش لسحبها إلى بر الأمان.
وأضاف أنه في حالة الغرق، يجب التدخل الآمن والفوري والسريع والمنظم لإنقاذ الحياة، مع الإدراك التام بأن أمن وسلامة المنقذ أو المسعف هو من الأولويات.
تنتشر حوادث الغرق في المناطق التي تكثر فيها المسطحات المائية في شمال غربي سوريا كل صيف، ولاسيما عندما يقصدها الأهالي للسباحة دون الانتباه لخطرها، إذ أن معظم المسطحات كانت تضاريس غمرتها المياه، مما يصعب معرفة تضاريسها وأماكن الحفر العميقة فيها، إضافة لانعدام الرؤية في مستويات قريبة من ضفاف المسطحات بسبب انتشار الطين بكثافة، وتبقى الحاجة ملحة لاتباع إجراءات السلامة والوقاية من الغرق والتعاون مع فرق الإنقاذ لحماية الأرواح في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان المنطقة.