أطلقت قوات النظام السوري، بمشاركة ميليشيات الدفاع الوطني وحزب الله، حملة تمشيط واسعة النطاق في بادية معيزيلة بريف دير الزور الشرقي.
تأتي هذه العملية بعد فشل مماثل في بادية حمص الشرقية، مما يثير تساؤلات حول فعالية استراتيجيات النظام في مكافحة الجماعات المسلحة في المنطقة، بحسب مراقبين.
وتتلقى هذه الحملة دعمًا جويًا كثيفًا من الطائرات الحربية الروسية، التي شنت غارات مكثفة على مناطق الرصافة والسخنة وتدمر في البادية السورية.
وتشير الأنباء الواردة إلى أن هذه الغارات استهدفت مواقع يُعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش، مما أسفر عن تدمير مخازن أسلحة ومعدات عسكرية، بالإضافة إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف التنظيم.
ومع ذلك، تشير مصادر مهتمة بملف البادية إلى وجود تناقضات كبيرة بين الرواية الرسمية للنظام السوري وحقيقة الأوضاع على الأرض.
فبعد عمليات قصف جوي استمرت لما يقارب عشرة أيام، والتي ادعى النظام خلالها تحقيق انتصارات كبيرة ضد “المجموعات الإرهابية”، قرر إرسال قوات برية إلى المنطقة.
لكنّ هذه القوات تعرضت لخسائر فادحة، حيث سقط العديد من عناصرها بين قتيل وجريح وأسير، كما تم تدمير جزء كبير من عتادها العسكري، بما في ذلك دبابات وعربات مدرعة.
الجدير بالذكر أن النظام السوري لم يعلن حتى الآن عن حجم الخسائر التي تكبدها في هذه العملية، مما يزيد من الشكوك حول مصداقية تصريحاته السابقة بشأن النجاحات المزعومة في المنطقة.
وفي سياق متصل، أقرت ميليشيات تابعة للنظام السوري، قبل أيام، بمقتل مجموعة من عناصرها في اشتباكات مع خلايا تنظيم داعش في البادية الشامية خلال حملة تمشيط سابقة.
وتسلط هذه الحوادث المتكررة الضوء على استمرار نشاط التنظيم في المنطقة، رغم الإعلانات المتكررة عن هزيمته.
ويرى محللون أن هذه التطورات تعكس حالة من عدم الاستقرار المستمر في المناطق الصحراوية الشرقية من سوريا، وتشير إلى صعوبات كبيرة تواجه النظام السوري وحلفاءه في السيطرة الفعالة على هذه المناطق الشاسعة.
كما تثير هذه الأحداث تساؤلات حول مدى فعالية حملات التمشيط العسكرية المتبعة، وقدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار على المدى الطويل والقضاء على داعش وخلاياه في المنطقة؟
وفي ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في البادية السورية متوترًا ومفتوحًا على احتمالات متعددة، مع استمرار المواجهات بين قوات النظام وخلايا داعش في البادية، وسط مخاوف من تداعيات إنسانية وأمنية على السكان المحليين والمنطقة ككل.