ارتفاع الأسعار يحرم أطفال إدلب من الحليب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تواجه عائلات كثر في إدلب وريفها شمال غربي سوريا، وخاصة سكان المخيمات وذوي الدخل المحدود، صعوبة متزايدة في تأمين حليب الأطفال، في ظل الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار، وتفاوتت أسعار حليب الأطفال في المنطقة حسب النوع والجودة، حيث تتراوح بين 5 إلى 9 دولارات للعلبة الواحدة، والتي تكفي الطفل لمدة ثلاثة أيام فقط.

تقول “هيام”، وهي أم لأربعة أطفال تقيم في منطقة عقربات شمال إدلب: إن “مصروفد ابنها الرضيع يصل إلى أكثر من 50 دولاراً شهرياً بشكل وسطي”، وتضيف: “في كل مرحلة عمرية يتغير نوع الحليب ليلائم احتياجاته الغذائية، مما يزيد من الأعباء المالية علينا”.

تعيش “هيام” وعائلتها في مخيم يفتقر إلى الخدمات الأساسية، وتواجه يومياً تحديات كبيرة لتأمين متطلبات الحياة الأساسية لأطفالها، وتؤكد أن الوضع الاقتصادي المتردي يزيد من صعوبة توفير الغذاء المناسب، خاصة حليب الأطفال، الذي يعتبر ضرورياً لنموهم وصحتهم.

يعاني سكان المخيمات من تدهور الأوضاع الاقتصادية وعدم الاستقرار، حيث يعيش معظمهم تحت خط الفقر، ويعتمد العديد منهم على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الإغاثية، إلا أن شح هذه المساعدات وانقطاع الدعم عن غالبية الأهالي فاقم معاناتهم اليومية وزاد من معدل الفقر والحاجة، خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية.

تشير التقارير المحلية إلى أن تكلفة تأمين حليب الأطفال تضيف عبئاً ثقيلاً على الأسر ذات الدخل المحدود، وفي ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية، تتضاعف معاناة الأسر في تأمين مستلزمات أطفالها، مما يدفع بعضهم إلى اللجوء إلى حلول بديلة قد تكون غير صحية أو غير آمنة للأطفال.

“سمر” نازحة من ريف إدلب الجنوبي، أم لثلاثة أطفال، تخلت عن تقديم حليب الأطفال الصناعي لابنها ما إن بلغ الثمانية أشهر، واعتمدت على الأطعمة الموجودة في منزلها مثل اللبن والأرز والطحين، تخبرنا أن وضعهم المادي السيئ لا يسمح لها بشراء علبة واحدة شهرياً فكيف يمكنها الاعتماد على الحليب طيلة الشهر، رغم معرفة الآثار السلبية لإدخال أصناف معينة من الغذاء لطفلها بدل الحليب في مرحلة عمرية مبكرة قد تعرضه لخطر سوء التغذية ومشاكل صحية أخرى.

أمام هذه التحديات، يطالب الأهالي والمنظمات الإنسانية بتحسين وتوسيع برامج المساعدات الغذائية والصحية المخصصة للأطفال، ويؤكدون على ضرورة تقديم دعم مستدام يمكن الأسر من تأمين احتياجات أطفالهم دون اللجوء إلى حلول مؤقتة قد لا تفي بالغرض.

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها إدلب، تظل مسألة تأمين حليب الأطفال واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه الأسر، خاصة في المخيمات، ومع استمرار ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية، يبقى الأمل معقوداً على جهود المنظمات الإنسانية والدعم الدولي لتخفيف المعاناة وتحسين الظروف المعيشية للأطفال وأسرهم في المنطقة.

مقالات ذات صلة