بين الحياة والموت.. جمع نبات القبار في الشمال السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد مناطق الشمال السوري في مثل هذه الأيام موسم جمع نبات القبار الطبي (الشفلّح)، والذي يعد مصدراً حيوياً لكثير من العائلات في تأمين قوتهم اليومي، وهنا تكثف فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري حملات التوعية للمدنيين، لا سيما في مناطق ريف حلب الشرقي التي تشهد انتشاراً كبيراً لهذه النبتة.

إذ تهدف هذه الحملات إلى تعريف المدنيين والأطفال بخطر الذخائر غير المنفجرة وأشكال مخلفات الحرب، لحمايتهم من خطر انفجارها وتعليمهم طرق التصرف الآمن في حال مصادفتها.

وتعمل عشرات العوائل من بينها النساء والأطفال في جمع أزهار القبار رغم صعوبة قطافها بسبب الأشواك التي تؤدي إلى أضرار في أيدي وأقدام العاملين، وصعوبة الوصول إليها في المناطق الجبلية الوعرة، ويبيع هؤلاء الأشخاص الأزهار لتأمين مصدر رزق لعائلاتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها غالبية السكان في الشمال السوري.

تقول إحدى السيدات العاملات في جمع النباتات البرية وبيعها لمراسلتنا: إنها وعشرات النساء الأخريات مضطرات للعمل في بيئة قاسية وأعمال لم يعتدن عليها سابقاً لتحسين وضعهن المعيشي بعد فقدان المعيل لشريحة واسعة من الأسر أثناء الحرب.

يختلف سعر بيع الكيلو الواحد من ثمار القبار بين التجار الذين يشترون كميات كبيرة منه من الأهالي، ويقومون بتخزينه بطريقة التخليل تمهيداً لتصديره إلى الخارج، حيث يرتفع ثمنه بشكل مضاعف لأغراض طبية خارجاً، في المقابل يُشترى من الأهالي بسعر يتراوح بين 25-40 ليرة تركية، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالصعوبات التي يواجهها الأهالي أثناء جمعه وقطافه.

ورصدت منصة SY24 في تقرير سابق تعرض العديد من الأهالي للقصف من قبل قوات النظام في مناطق التماس أثناء جمعهم القبّار، وفي الأشهر الماضية، قُتل عدد من الأشخاص بينهم نساء برصاص قناص تابع لقوات النظام في مناطق متفرقة من ريف حلب الشرقي أثناء عملهن في القطاف.

يلجأ الكثير من الأهالي إلى أعمال خطرة مثل البحث عن النباتات البرية وبيعها لتأمين مصدر رزق في ظل الظروف المعيشية القاسية، رغم المخاطر المحيطة، يستمر هؤلاء الأشخاص، لا سيما النساء، في العمل في بيئة قاسية لتحسين وضعهم المعيشي وتأمين لقمة عيش كريمة.

وسط المخاطر والصعوبات اليومية، يستمر أهالي الشمال السوري في العمل لجمع نبات القبار الطبي، متحدين ظروفاً معيشية قاسية وخطرة، ومع استمرار حملات التوعية من فرق الدفاع المدني السوري، يبقى الأمل في تقليل حوادث انفجار مخلفات الحرب وتأمين حياة أفضل لهؤلاء العاملين والعاملات.

مقالات ذات صلة