أعلن التحالف الدولي بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عن نجاح عملية أمنية أسفرت عن تفكيك خلية تابعة لتنظيم داعش في ريف دير الزور شرق سوريا.
جاء هذا الإعلان بالتزامن مع كشف التحالف الدولي عن حصيلة عملياته الأمنية ضد التنظيم في النصف الأول من العام الجاري.
ووفقًا لبيان صادر عن قوات سوريا الديمقراطية، نفذت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لها عملية أمنية دقيقة في بلدة الصور بريف دير الزور، بدعم من قوات التحالف الدولي، أسفرت عن اعتقال ثلاثة عناصر من تنظيم داعش من بينهم قيادي بارز.
وأوضح البيان أن العملية جاءت بعد جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن الخلية، مما مكّن القوات من تحديد مكان اختباء العناصر وتطويقهم قبل إلقاء القبض عليهم.
وأشار إلى أن الخلية المفككة كانت مسؤولة عن تنفيذ هجمات إرهابية استهدفت المؤسسات العسكرية والمدنية التابعة لقسد والإدارة الذاتية، في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وخلال العملية، تم ضبط كمية من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والتقنية كانت بحوزة الخلية، مما يشير إلى حجم التهديد الذي كانت تمثله.
وفي سياق متصل، كشفت القيادة المركزية الأمريكية عن إحصائيات مهمة تتعلق بجهود مكافحة داعش في سوريا والعراق.
فخلال النصف الأول من العام الجاري، نفذت القوات الأمريكية وحلفاؤها 153 عملية ضد التنظيم، أسفرت عن مقتل 44 عنصرًا واعتقال 166 آخرين.
وفي تفصيل للعمليات، أوضح البيان أن 59 عملية مشتركة نُفذت في سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، أدت إلى مقتل 14 عنصرًا واعتقال 92 آخرين.
أما في العراق، فقد أسفرت 137 عملية عن مقتل 30 عنصرًا واعتقال 74 آخرين.
ومن بين النتائج البارزة لهذه العمليات، تم القضاء على ثمانية من كبار قادة داعش وأسر 32 آخرين في كلا البلدين.
وشملت هذه القيادات مسؤولين عن التخطيط للعمليات خارج سوريا والعراق، بالإضافة إلى مسؤولين عن التجنيد والتدريب وتهريب الأسلحة.
وفي تصريح له، أكد الجنرال مايكل كوريلا، قائد قوات التحالف الدولي ضد داعش، على أهمية مواصلة ملاحقة حوالي 2500 من عناصر التنظيم المنتشرين في أنحاء العراق وسوريا، معتبرًا ذلك “عنصرًا حاسمًا في الهزيمة الدائمة للتنظيم”.
وأضاف كوريلا أن التركيز ينصب بشكل خاص على استهداف عناصر داعش الذين يسعون لتنفيذ عمليات خارج العراق وسوريا، وكذلك أولئك الذين يحاولون الفرار بهدف إعادة تشكيل قوات التنظيم.
ورغم هذه النجاحات، حذر بيان القيادة المركزية الأمريكية من أن تنظيم داعش يبدو في طريقه إلى مضاعفة عدد الهجمات التي يعلن مسؤوليته عنها مقارنة بعام 2023، مما يشير إلى محاولات التنظيم لإعادة تشكيل نفسه بعد سنوات من تراجع قدراته.
وقال رشيد حوراني، الباحث في مركز جسور للدراسات لمنصة SY24، إن “التطورات المتعلقة بتنظيم داعش على سعي التنظيم لاستغلال ما يجري في المنطقة وانشغال القوى فيها بالحرب على غزة لاستعادة نشاطه في المنطقة الرئيسية له (العراق وسورية)، وبالمقابل فإن قدرة التحالف الدولي على تنفيذ العدد المذكور من العمليات ضد التنظيم يدل على استمرار اعتبار التحالف أن التنظيم لا يزال يشكل خطرا أمنياُ من خلال مضاعفة عدد عملياته في العام الحالي إذا ما قورنت بالعام الفائت، كما أن إعلان قسد المتزامن مع عمليات التحالف يدل على أن قسد تعمل على توظيف العمليات ضد التنظيم وتقديم نفسها كشريك للتحالف ضده، وكورقة تساعدها في تحقيق أغراض سياسية”.
وتؤكد هذه التطورات استمرار التهديد الذي يمثله تنظيم داعش في المنطقة، رغم الضربات المتتالية التي يتلقاها، كما تبرز أهمية التنسيق المستمر بين القوات المحلية والتحالف الدولي في مواجهة هذا التهديد وضمان الاستقرار الإقليمي.