في حي وادي النسيم داخل مدينة إدلب، يقطن “أبو محمد” وعائلته في بيت غير مجهز للسكن، بعد نزوحه من ريف إدلب الجنوبي قبيل سيطرة قوات النظام على المنطقة.
يعاني معظم سكان مدن الشمال السوري من ارتفاع متزايد في إيجارات المنازل، التي باتت تفوق قدرة المواطن صاحب الدخل المحدود.
“أبو محمد” رجل خمسيني وأب لستة أولاد، يعمل على بسطة خضار في المدينة، ويقيم في بيت تعرض للقصف قبل سنوات بعد أن فقد الأمل في العثور على منزل صالح للسكن خلال فترة نزوحه.
في تلك الفترة، كانت المدن الشمالية للمحافظة تعاني من قلة البيوت السكنية نتيجة نزوح آلاف الأهالي من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماه الشمالي، يقول “أبو محمد”: إن “العثور على منزل كان شبه مستحيل، أغلب النازحين توجهوا إلى المدينة بحثاً عن مكان أكثر أماناً”.
سمح له أحد أصدقائه أن يسكن في منزله، الذي تعرض للقصف خلال تحرير مدينة إدلب، يتضمن المنزل غرفة ما زالت جدرانها تصارع للبقاء على حالها رغم كثرة التشققات فيها، إضافة إلى ثلاث غرف فقدت إحداها جدارها، أما المطبخ فهو الوحيد الذي تدمر بشكل كامل إثر استهداف قوات النظام للبناء المجاور للمنزل بغارة جوية.
يحدثنا “أبو محمد” عن بعض التصليحات التي قام بها لتكون المنزل صالحاً للسكن نوعاً ما، فيقول: “ربطت شادراً كبيراً على امتداد الواجهة المهدمة للغرفة، إضافة إلى إغلاق جميع النوافذ بالطريقة ذاتها”.
ويضيف: “لقد أغلقت الأبواب الداخلية من الأعلى، تاركًا الجزء السفلي مفتوحًا لتسهيل الدخول والخروج، أما بالنسبة للباب الخارجي، فقد اشتريت بابًا مستعملًا لحماية بيتي من السرقة”.
بعد كل هذه الإجراءات التي قام بها “أبو محمد” لم يعد يفكر بالبحث عن منزل آخر مجهز للسكن بشكل كامل، وذلك بسبب ارتفاع إيجارات البيوت داخل المدينة التي تفوق مصروفه الشهري.
رصدت منصة SY24 أسعار إيجارات المنازل في مدينة إدلب، والتي تبدأ من 75 دولاراً وقد تصل إلى 200 دولار في بعض الحالات، حسب موقع المنزل وتجهيزاته وعدد الغرف. كل هذه الميزات تلعب دوراً كبيراً في تحديد الأجرة.
يشار إلى أن معظم سكان الشمال السوري يعانون من ظروف معيشية متردية ومستويات دخل منخفضة لا تتناسب أبداً مع الأسعار المرتفعة، مما يجبر الكثير من الأهالي على السكن في بيوت غير مجهزة أو في المخيمات رغم افتقادهم لأدنى مقومات الحياة فيها.