نتيجة للغبار الكثيف وقلة وسائل النظافة في مخيمات اللاجئين شمالي سوريا، يتعرض السكان لأمراض صحية عديدة، بما في ذلك الأمراض العينية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز البصري.
“ياسمين”، فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً، تقيم في إحدى المخيمات العشوائية بالقرب من مدينة سرمدا، تصاب خلال فصل الربيع بمرض يُعرف بـ”الرمد الربيعي”، بسبب تعرضها المباشر لأشعة الشمس وانتشار الغبار الكثيف بين الخيم.
تحتاج “ياسمين” إلى علاج مستمر طوال الفصل، تستخدم خلاله عدة أنواع من الأدوية، تتحدث عن بعض أعراض هذا المرض، فتقول: “عيناي تتورمان ويحمر بياضهما، بالإضافة إلى حرقة وحكة وألم شديد”.
بدوره، يشكو “أبو فيصل”، رجل أربعيني وأب لخمسة أطفال، يقطن في مخيم “خان شيخون” بالقرب من مدينة الدانا شمالي إدلب، من الطرقات الترابية داخل المخيم التي تتسبب في انتشار الغبار معظم الوقت.
يقول: إن “تلك الغبار أثرت على صحة عينيّ بشكل كبير، وسببت لي التهابات حادة”.
تعد أمراض العين من ضمن الكثير من الأمراض التي تحتاج إلى أطباء اختصاصيين يستطيعون تشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب لها، لذلك، يضطر “أبو فيصل” كل فترة قصيرة إلى قطع مسافة تتجاوز 3 كيلومترات مشياً على قدميه لمراجعة طبيب العيون في مدينة الدانا.
يقول: إن “الخدمات الصحية والطبية معدومة في المخيم، باستثناء بعض العيادات المتنقلة التي غالباً تختص بأمراض الأطفال والتغذية”.
بالإضافة إلى انعدام الخدمات الطبية في المخيمات، يعاني الكثير من قاطنيها من قلة وسائل النظافة وعدم تجهيز المخيم بخدمات صحية كالصرف الصحي، مما يؤدي إلى تلوث البيئة والماء في المخيم.
إثر لدغة بعوضة ملوثة بجانب عين “مصطفى”، البالغ من العمر 9 سنوات والذي يقطن في مخيم قريب من مدينة سرمدا الحدودية، تعرض لتورم شديد في عينه، بالإضافة إلى الإحمرار والألم.
يقول “مصطفى”: إن عينيه أصيبتا بالتهاب حاد وتحسس أثر على بصره لعدة أيام، حتى تمكن من علاجها عن طريق مراجعته لأحد الأطباء الاختصاصيين في مدينة سرمدا.
يطالب سكان المخيمات في الشمال السوري الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بتحسين الأوضاع الخدمية والصحية في المخيمات، وبعد 12 عاماً من المعاناة المستمرة، أصبح تحسين الخدمات الصحية والنظافة أمراً ضرورياً ومسؤولية ملحة لضمان سلامة أكثر من خمسة ملايين شخص يعيشون في تلك المخيمات.