يعاني آلاف خريجي الجامعات العامة والخاصة في إدلب وريفها من البطالة وقلة فرص العمل، ما يتركهم بلا وظائف تناسب تخصصاتهم بعد التخرج، بينما ينجح عدد قليل جداً في العثور على عمل بعيد عن مجال دراستهم لتأمين مصدر دخل، وسط ظروف معيشية واقتصادية صعبة.
تروي الشابة “علا”، خريجة قسم اللغة العربية في جامعة إدلب، أنها أمضت ثلاث سنوات في البحث عن وظيفة، وصُدمت بعدم تمكنها من الحصول على فرصة عمل في مجالها أو أي مجال آخر، بعد محاولات عديدة، وجدت نفسها تعمل كـ”سكرتيرة” في عيادة طبية بمدينة إدلب.
تزداد نسب البطالة بين الخريجين الجامعيين سنوياً، في ظل تخرج آلاف الطلاب والطالبات وغياب المشاريع الإنتاجية أو فرص العمل المناسبة، هذا الوضع يدفع الكثيرين إلى التفكير في الهجرة، حيث يتجهون إلى طرق التهريب الخطرة بحثاً عن حياة أكثر أماناً واستقراراً، وقدر تقرير فريق منسقو استجابة سوريا، الصادر في منتصف الشهر الجاري، أن البطالة في الشمال السوري بلغت 88% خلال النصف الأول من عام 2024.
تشير “سمر”، خريجة لغة فرنسية من جامعة إدلب، إلى أن “معظم خريجي قسم اللغة الفرنسية بلا عمل بسبب توقف تدريس المادة في المدارس، هذا الوضع جعلها وآلاف الطلاب الآخرين “خريجين مع وقف التنفيذ”، كما لم تنجح محاولاتها في العثور على وظيفة أخرى بسبب نقص الفرص وتوقف كثير من وظائف المنظمات الإنسانية في المنطقة نتيجة قلة الدعم.
يتجه بعض الخريجين من الشباب نحو سوق العمل والأعمال الشاقة مثل أعمال البناء والإنشاءات أو التجارة والبيع وغيرها من المصالح والأعمال البعيدة عن مجال تخصصهم ودراستهم الجامعية، إذ بات عدد كبير من هؤلاء الخريجين يبحثون عن أي فرصة عمل مهما كانت، وسط غلاء معيشي غير مسبوق وارتفاع الأسعار.