أنذر محللون ومراقبون من أن هجمات تنظيم داعش المتزايدة ضد قوات النظام السوري وميليشياته شرق سوريا والمناطق القريبة من حدود العراق وسوريا، تهدف إلى السيطرة على دير الزور ومحيطها.
وشهدت محافظة دير الزور ومناطق البادية السورية تصعيداً ملحوظاً في العمليات العسكرية والأمنية لتنظيم داعش خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار تساؤلات حول أهداف التنظيم ودوافعه وراء هذا التصعيد.
ويرى محللون عسكريون وخبراء في شؤون الجماعات المسلحة أن هذه الهجمات تأتي ضمن استراتيجية متكاملة يسعى من خلالها التنظيم لاستعادة السيطرة على دير الزور وريفها.
وأشاروا إلى أن تكثيف داعش لعملياته في المنطقة يشير بوضوح إلى رغبته في إعادة تأسيس وجوده القوي في شرق سوريا، وتحديداً في محافظة دير الزور التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة نظراً لموقعها الجغرافي وثرواتها النفطية.
ولفتوا إلى أن التنظيم يسعى لاستغلال حالة عدم الاستقرار في المنطقة والفراغ الأمني الناتج عن تشتت الجهود بين مختلف القوى المتواجدة على الأرض، سواء قوات النظام السوري أو قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
ويعتمد داعش على تكتيكات حرب العصابات والعمليات الخاطفة لإنهاك قوات خصومه وإضعاف سيطرتهم على المناطق المستهدفة، وفق المحللين.
كما يركز بشكل خاص على استهداف نقاط التفتيش والمواقع العسكرية التابعة لقوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه في منطقة البادية السورية والمناطق القريبة من الحدود العراقية السورية.
وحول ذلك، قال رشيد حوراني الباحث في مركز جسور للدراسات لمنصة SY24: “منذ العام 2019 تاريخ الإعلان عن القضاء على تنظيم داعش وحتى اليوم، نلاحظ أن التنظيم يسير في خط بياني متفاوت بما يتعلق بتنفيذ عملياته في المنطقة”.
وأضاف أن “تصعيد عملياته، كحالة محاولاته السيطرة اليوم على دير الزور يعتمد على عدة عوامل، منها داخلية: خاصة بالتنظيم كالرصد المستمر لأعدائه في المنطقة وجاهزيته لشن عمليات خاطفة وعدم الدخول بحرب تقليدية، وخارجية: تتعلق بالقوى المسيطرة كالهشاشة الأمنية التي تعاني منها مناطق سيطرتها، وقدرة التنظيم على شن عملياته المباغتة ضدها ومعرفته بجغرافية المنطقة”.
ورغم الجهود المبذولة من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية لمكافحة داعش، إلا أن التنظيم لا يزال قادراً على شن هجمات وتنفيذ عمليات أمنية في المنطقة.
ويرى خبراء أن استمرار هذه الهجمات يشكل تحدياً كبيراً للاستقرار في شرق سوريا ويهدد بتقويض الجهود الرامية لإعادة الإعمار وعودة النازحين.