أفاد نيكولاس جرانجر، مدير المنصة السورية في السفارة الأمريكية (SRP)، بتصريحات مهمة حول جهود الولايات المتحدة والتحالف الدولي في دعم النساء العائدات من مخيم الهول بريف الحسكة إلى مناطقهن في شرق سوريا، وتحديداً في محافظتي دير الزور والرقة.
جاء ذلك في رد على سؤال طرحه مراسل منصة SY24، خلال حضوره ندوة حوارية نظمها مركز حرمون للدراسات السبت، استضاف فيها المسؤول الأمريكي جرانجر.
وأكد جرانجر أن الولايات المتحدة تولي اهتماماً كبيراً بقضية عودة النازحين من مخيم الهول، مشيراً إلى أن بلاده تدعم بشكل فعال عودة هؤلاء الأشخاص إلى مناطقهم الأصلية. وأضاف أن هذا الدعم لا يقتصر على السوريين فقط، بل يشمل أيضاً العراقيين العائدين إلى بلادهم، فضلاً عن مساعدة بعض الجنسيات الأخرى في العودة.
وشدد المسؤول الأمريكي على أهمية توفير الدعم اللازم لضمان استدامة عمليات العودة، مؤكداً أن واشنطن تعمل على ضمان وجود برامج تدعم الاستقرار وتساعد المجتمعات المضيفة، بالإضافة إلى الأشخاص العائدين. وأوضح أن الهدف من هذه البرامج هو تمكين العائدين من الاستقرار بشكل دائم في مناطقهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية وضمان وصولهم إلى الخدمات الضرورية.
ولفت جرانجر الانتباه إلى أن العديد من العائدين هم من الأسر التي تعيلها نساء، مما يضع على عاتق هؤلاء النساء مسؤولية كسب العيش، مؤكداً أن الولايات المتحدة تدرك خصوصية هذا الوضع وتسعى لتقديم الدعم المناسب لهذه الفئة بالإضافة إلى دعم المجتمعات المضيفة.
وختم جرانجر تصريحاته بالتأكيد على استمرار الجهود الأمريكية في هذا الاتجاه، معتبراً أن معالجة قضية النازحين في مخيم الهول وغيره من المخيمات أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن هذه الجهود لا تقتصر على سكان مخيم الهول فقط، بل تشمل جميع السوريين النازحين والمشردين، مؤكداً على أهمية إيجاد حلول مستدامة تساعد السوريين على إعادة بناء حياتهم وتحقيق الاستقرار المنشود.
وفي سياق متصل، أفاد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لمنصة SY24، أنه “في أيار/مايو الماضي، وخلال مؤتمر بروكسل الثامن للمانحين حول (دعم مستقبل سوريا والمنطقة)، أعلنا عن 593 مليون دولار كمساعدات إنسانية أمريكية جديدة لسوريا. كما قدمنا 98 مليون دولار في السنة المالية الأمريكية 2023 للمساعدة في تحقيق الاستقرار، وذلك كما ذكر نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المشرق إيثان غولدريتش”.
وعن الجهود والخطط الموضوعة لدعم المقيمين في مخيم الهول، أو حتى أولئك الذين يعودون إلى منازلهم شرق سوريا، أوضح المسؤول الأمريكي أن “أفضل حل طويل الأمد لمعظم سكان المخيم هو العودة الطوعية والآمنة والكريمة للسوريين إلى مناطقهم الأصلية أو أي موقع آخر يختارونه، وإعادة غير السوريين إلى بلدانهم الأصلية”.
وأضاف “تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بلعب دورها في معالجة التحديات المحيطة بمخيم الهول، ونتوقع من الدول الأخرى أن تلعب دورها في تسهيل إعادة مواطنيها إلى أوطانهم، ودعم إعادة تأهيل العائدين وإعادة دمجهم في المجتمع، ومعالجة الاحتياجات الإنسانية”.
وأكد قائلاً “نحن نقدم أيضًا مساعدات محددة إلى مخيم الهول للنازحين هناك، حتى يتم حل أوضاعهم وتمكينهم من إعادة التوطين أو الإعادة إلى بلدانهم”، لافتاً إلى أن ذلك يتفق مع كلام نائب مساعد وزير الخارجية غولدريتش في هذا الخصوص.
وتعتبر فئة النساء من الفئات التي تواجه تحديات صعبة جدًا داخل المخيم، على الرغم من كل المبادرات والجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية للتخفيف قدر الإمكان من هذه المعاناة.
يذكر أنه في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، قررت إدارة المخيم وبعد بوساطة شيوخ ووجهاء العشائر، إخراج جميع النازحين السوريين الراغبين بمغادرة مخيم الهول وإعادتهم إلى مناطقهم.