أقام “أبو زياد” حفلة زفاف ابنه في مدينة أريحا، بحضور عدد كبير من المدعوين ضمن أجواء مليئة بالسعادة والفرح.
“أبو زياد” رجل في الستين من عمره، أب لخمسة أولاد، يسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، ويعمل في تجارة المواد الغذائية بين تركيا ومناطق الشمال السوري كافة.
بعد تخرج ابنه “زياد” العام الماضي من كلية الهندسة المدنية، تقدم لخطبة ابنة عمه واتفقا على أن تستمر الخطبة لمدة عام تقريباً، ريثما يجهز العريس منزله الجديد بشكل كامل.
جرت العادة منذ سنوات قليلة إقامة حفلات زفاف الرجال في مسبح أو مطعم، لتكون هناك مساحة كافية لجمع أكبر عدد من المدعوين.
قام “أبو زياد” بتوفير كافة مستلزمات حفلة العرس، فحجز صالة خاصة للنساء، إضافة إلى حجز مسبح ليكون هناك مساحة كافية لاستقبال جميع أصدقائهم وأحبائهم.
يشير والد العريس إلى أن عادة حجز المسبح لإقامة حفلة الرجال لم تكن موجودة في السابق، وأن حفلة الرجال كانت تقتصر على حفلة صغيرة داخل بيت أهل العريس.
شهدت المنطقة خلال الفترة الأخيرة هدوءاً نسبياً في كافة مناطق الشمال السوري، وهذا ما شجع “أبو زياد” على إقامة حفلة زفاف ابنه في مدينة أريحا التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن خطوط التماس الشرقية للمحافظة.
يقول: “الهدوء النسبي كان المشجع الأول لإقامة حفلة زفاف زياد بهذه الطريقة التي لطالما حلمنا بها”.
رغم الهدوء النسبي الذي تشهده المنطقة بين قوات النظام والمعارضة، إلا أن المنطقة تواجه منذ عدة أشهر احتجاجات كبيرة من قبل الأهالي تجاه هيئة تحرير الشام، يطالبون من خلالها بتحرير المعتقلين من سجونها وإسقاط رئيسها أبو محمد الجولاني.
هذه الأحداث المستمرة منذ أشهر عديدة، لم تغير فكرة “حامد” (32 عاماً)، المتخرج من كلية الصيدلة في جامعة حلب، في إقامة حفلة زفاف كبيرة يجتمع فيها جميع أحبابه وأصدقائه وأقاربه.
يحضّر “حامد” وخطيبته لعقد حفلة زفافهما خلال الأيام القليلة القادمة في إحدى صالات الأفراح في مدينة إدلب، بعدما انتظر خطيبته مدة ثلاث سنوات حتى أنهت دراستها في كلية التربية، يقول: “خلال هذه المدة الطويلة كنت أعمل كل ما بوسعي حتى أحظى بحفلة زفاف رائعة، تكون أجمل ذكريات عمري مع شريكة حياتي”.
رغم ظروف الحرب والتهجير والقصف، لا يزال سكان الشمال السوري يسعون لخلق السعادة بأنفسهم، محاولين نسيان ظروفهم الصعبة ولو لساعات محدودة من خلال كافة مناسبات الفرح بما فيها حفلات الأعراس.