معلمون في إدلب بلا وظائف منذ 2015

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

طُردت معلمة الرسم “سمر” من وظيفتها بداية الفصل الثاني من عام 2015، بعد قرار من مديرية التربية بإلغاء مادتي الرسم والموسيقا من المناهج التعليمية في المدارس، معتبرة أنها مواد ترفيهية، واستبدلتها بأنشطة الدعم النفسي والرياضة.

“سمر” (45 عاماً)، أم لأربعة أولاد، تسكن في مدينة أريحا جنوبي إدلب، تخرجت من كلية الفنون الجميلة منذ عام 2007، وعملت في مدارس النظام مدة 6 سنوات، ثم طُردت من المهنة بعد تحرير مدينة إدلب بأشهر قليلة.

تقول المعلمة: إن مديرية التربية في إدلب ألغت مواد الفنون الجميلة في جميع المدارس التابعة لها، واقتصرت المناهج على المواد التعليمية فقط.

بحثت “سمر” مراراً عن فرصة عمل جديدة في المدارس الحكومية أو الخاصة أو حتى في المنظمات، لكنها فشلت في جميع محاولاتها، تقول: “على مدار خمس سنوات وأنا أحاول أن أحصل على فرصة عمل، لكن دون جدوى”.

تشير إلى أن عددًا من معلمي هذه المواد اجتمعوا مع مديرية التربية بداية العام الدراسي عام 2016، محاولين إعادة تدريس تلك المواد في المدارس العامة، تقول “سمر”: إن “الرد كان دائماً بالرفض، إذ تعتبر مديرية التربية أن تلك المواد ترفيهية فقط، والطلاب يحتاجون إلى وقت أطول لدراسة المواد التعليمية بسبب انقطاعهم فترات متتالية عن التعليم بسبب ظروف الحرب والقصف”.

استطاع عدد من المعلمين المفصولين العودة إلى مهنتهم بالتدريس، لكن بالعمل ضمن مجالات مختلفة تماماً عن اختصاصاتهم، فبعضهم من عمل في تدريس المواد تعليمة بسيطة كالاجتماعيات أو الرياضة، بعضهم الآخر عمل في الأعمال الإدارية للمدرسة كالإرشاد النفسي أو أمين مكتبة.

حصل “يامن” (34 عاماً)، المقيم في مدينة إدلب وخريج معهد الفنون الجميلة في جامعة حلب، على فرصة عمل إداري كأمين مكتبة داخل إحدى مدارس إدلب، بعد أن تخلى عن مهنته الأساسية في تدريس مادة الموسيقا، يقول: “رغبتي في تعليم مجالي لا زالت موجودة، لكن حاجتي للعمل أجبرتني على العمل الإداري”.

فيما بقيَ عشرات مدرسي الفنون الجميلة عاطلين عن العمل، بعد قرار إلغاء هذه المواد من المناهج التعليمة، ليبحثوا عن فرص عمل جديدة بعيدة عن المجال التدريسي.

فقد “محمد” (41 عاماً)، معلم موسيقا سابقاً، الأمل في عودته إلى مجال التدريس من جديد، فبحث عن مهنة جديدة يستطيع من خلالها تأمين دخل جيد لها.

يقول: “لم أتمكن من الحصول على فرصة عمل في المجال التعليمي، لذلك لجأت إلى العمل في مهنة التمديدات الصحية لأتمكن من تأمين مصروف عائلتي”.

اتخذت حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام العديد من القرارات المثيرة للجدل خلال الفترة الماضية، وشملت تغيير المناهج الدراسية، وتحديد أنشطة المنظمات غير الحكومية، حيث أثرت هذه القرارات سلباً على مختلف جوانب الحياة في المنطقة، مما أثار غضب السكان والمنظمات الدولية على حد سواء.

مقالات ذات صلة