تتزايد المخاوف في شمال سوريا بشأن المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن مكبات النفايات المكشوفة، في تطور مثير للقلق.
وسلّط حادث اندلاع حريق في أحد هذه المكبات الضوء على هذه المشكلة المتفاقمة، حسب ما نشر فريق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”.
ففي يوم الاثنين الموافق 22 تموز/يوليو، اندلع حريق في مكب للقمامة يقع على أطراف بلدة أطمة في ريف إدلب الشمالي، حيث تدخل فريق الدفاع المدني السوري بسرعة وتمكن من إخماد الحريق ومنع انتشاره إلى المناطق المجاورة.
ويعد هذا الحادث مثالاً واضحاً على المخاطر الفورية التي تشكلها هذه المكبات، وفق فريق الدفاع المدني السوري.
لكن المشكلة تتجاوز مجرد خطر نشوب الحرائق، فقد حذر خبراء البيئة والصحة العامة من أن مكبات النفايات المكشوفة تشكل تهديداً طويل الأمد للسكان المحليين والبيئة على حد سواء.
وتكمن إحدى المخاوف الرئيسية في أن هذه المكبات توفر بيئة مثالية لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المكبات تشكل خطراً بيئياً كبيراً، فمع مرور الوقت، يمكن أن تتسرب النفايات والمواد الكيميائية الضارة إلى التربة والمياه الجوفية، مما يؤدي إلى تلوث طويل الأمد للموارد الطبيعية في المنطقة، وفق مراقبين.
وحول ذلك، قال العامل في الشأن الطبي والإغاثي، مأمون سيد عيسى لمنصة SY24، إن “مكبات النفايات تحمل مخاطر صحية كبيرة، ولها مخاطر بيئية وقد تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية بعد تلوث التربة إضافة إلى مخاطر الحرائق وانتشار الحشرات والروائح الكريهة منها”.
وأضاف، أن المخاطر الكبيرة هي التي تأتي من وجود أطفال يقومون بتقليب هذه النفايات للبحث عن أشياء يستفيدون منها ويبيعونها، وهي ظاهرة موجودة شمال سوريا بسبب الفقر والبطالة.
وتزداد معاناة الأهالي مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث تنبعث من هذه النفايات روائح كريهة تجذب الحشرات والقوارض، مما يُشكل خطرًا على الصحة العامة ويُهدد بانتشار الأمراض، وفق تعبيرهم.
وفي ظل هذه المخاوف المتزايدة، يدعو نشطاء البيئة والعاملون في مجال الصحة العامة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه المشكلة، وتشمل الحلول المقترحة: تحسين إدارة النفايات، إنشاء مرافق للتخلص الآمن من النفايات، تنفيذ برامج توعية للمجتمعات المحلية حول أهمية التخلص السليم من النفايات.