في زمن يتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية وقلة فرص العمل، يسعى مركز عطاء التدريبي في أطمة شمال إدلب، إلى توفير فرص جديدة للشابات المتأثرات بالحرب والنزوح. يُعتبر المركز خطوة هامة نحو تمكين الشباب وتنمية مهاراتهم في مجالات العمل المستقل، ويهدف إلى توفير بيئة تدريبية مبتكرة تساعد المتدربين على تحقيق طموحاتهم المهنية والشخصية.
يوضح “محمود قدور” مدير المركز في حديثه إلى منصة SY24 أن المركز يقدم مجموعة من البرامج التدريبية وورش العمل التي تغطي مختلف جوانب العمل الحر، بدءاً من المهارات التقنية والفنية وصولاً إلى تطوير القدرات الريادية والإدارية.
وأضاف، أن يستهدف فئة الشابات من العمر 18 إلى 32 منهن الحاصلات على شهادات علمية بمختلف الاختصاصات لكن ليس لديهن فرصة عمل بعد، ومنهن المنقطعات عن العمل والدراسة ولديهن رغبة في العمل الحر لتحقيق الاستقلال المالي.
يتضمن البرنامج التدريبي 120 ساعة مقسمة على ثلاث مراحل، حيث تشمل 100 ساعة خاصة بالتصميم و20 ساعة خاصة بالعمل الحر. ويشارك في البرنامج حالياً 16 متدربة، يتطلعن إلى اكتساب المهارات اللازمة لدخول سوق العمل بشكل فعال.
“جلنار غزال” 38 عاماً، إحدى المتدربات المميزات في البرنامج، درست جلنار هندسة الحاسوب وتتحمل مسؤولية ستة أطفال، وتعاني من ظروف اقتصادية صعبة جعلت من الصعب عليها الالتزام بعمل مكتبي روتيني.
تقول جلنار: “دافعي للالتحاق بالتدريب هو عدم وجود فرص عمل مناسبة لوضعي كأم مسؤولة ضمن الظروف الاقتصادية الصعبة. هدفي هو إتقان التصميم الجرافيكي والتمكن من دخول سوق العمل بشكل فعلي وقوي لتحقيق دخل مادي جيد”.
يهدف مركز عطاء التدريبي إلى تمكين الشباب وتشجيعهم على التفكير بشكل ريادي وابتكاري، مما يمكنهم من بدء مشاريعهم الخاصة. كما يسعى المركز جاهداً لتأمين فرص عمل تناسب الخريجين، وتعزز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع.
تصف جلنار المشروع والمشاريع المشابهة بأنها تساهم في حفظ كرامة الأفراد وتمكين المرأة اقتصادياً ، قائلة: “كما يقول المثل” علمني كيف اصطاد ولا تعطيني سمكة كل يوم”. هذه المشاريع تسهم في رفع الدخل للأسر وتحسين الوضع المادي لها في ظل ظروف لا تخفى على أحد.
من خلال هذه المبادرة، يسعى مركز عطاء التدريبي إلى دعم الشباب في رحلتهم نحو الاستقلالية المالية والمهنية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع. يمثل المركز بادرة أمل للشابات اللواتي يسعين إلى بناء مستقبل أفضل في ظل تحديات العصر الحديث.