في ظل تصاعد المخاطر المحدقة بالنساء في مدينة الحسكة شرق سوريا، تتعالى الأصوات المطالبة بوقف استخدام ما يعرف محليًا بـ”بابور الكاز” للطهي.
هذه الدعوات جاءت عقب حادث مؤسف تعرضت له فتاة في المدينة نتيجة انفجار “البابور”، مما أثار موجة من القلق والغضب بين السكان.
وقد أثار هذا الحادث جدلاً واسعًا بين النساء في المنطقة، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لفكرة التخلي عن استخدام “بابور الكاز”.
فبينما ترى بعض النساء ضرورة إيقاف استخدامه فورًا حفاظًا على السلامة، تتساءل أخريات عن البدائل المتاحة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
إحدى السيدات عبرت عن استيائها قائلة “إذا توقفنا عن استخدام البابور، كيف سنطبخ؟ عندما يأتي أحدهم جائعًا، يثير الفوضى”.
وأضافت أخرى متسائلة: “من أين سنحصل على الغاز؟ ليس كل الناس قادرين على دفع 157,000 ليرة سورية ثمن أسطوانة الغاز”.
في المقابل، أشارت بعض النساء إلى أن التخلي عن “بابور الكاز” مرهون بتوفر الغاز بأسعار معقولة، حيث قالت إحداهن “بمجرد توفر الغاز، سيتوقف الناس عن استخدام البابور”، في حين أضافت أخرى: “إذا وصل سعر الغاز إلى 10 دولارات، فليساعد الله الجميع”.
ويسلط هذا الجدل الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها النساء في الحسكة، حيث يجدن أنفسهن مضطرات للاختيار بين المخاطرة بسلامتهن أو عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهن، وفق تأكيد كثيرين من سكان المنطقة شرق سوريا.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تبرز الحاجة الملحة لإيجاد حلول مستدامة تضمن سلامة النساء وتوفر بدائل آمنة وميسورة التكلفة للطهي.
كما يتطلب الأمر تدخلاً من الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم للأسر المتضررة وتنظيم حملات توعية حول مخاطر استخدام “بابور الكاز” وسبل الوقاية منها.
وعلى الرغم من إصلاح معمل السويدية بريف الرقة، إلا أن سعر أسطوانة الغاز لا يزال مرتفعاً بشكل كبير، حيث يصل إلى 10 دولار، وفق تقديرات الأهالي.
ومؤخراً، وشكا سكان الرقة من أسعار المحروقات المرتفعة ما يجبرهم على العودة إلى استخدام وسائل قديمة في الطهي ومنها “البابور”.