رغم مرور خمس أعوام على ولادة الطفلة ” رهف العلي” إلى أن شكلها يوحي بعمر أصغر من عمرها الحقيقي، حيث أنها تعاني من توقف النمو وعدم قدرتها على الحركة بسبب سوء التغذية الذي تعرضت له منذ ولادتها.
وفقاً لتقدير لمنظمة اليونيسف العام الماضي، فإن أكثر من 609,900 طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم في سوريا. ينجم ذلك عن نقص التغذية المزمن ويسبب أضرارًا بدنية وعقلية للأطفال لا يمكن التعافي منها. ويؤثر ذلك على قدرتهم على التعلم وإنتاجيتهم في مرحلة البلوغ.
وأضاف “أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال في ارتفاع مستمر. فقد ارتفع عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-59 شهرًا والذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم بنسبة 48 في المائة من عام 2021 إلى 2022”.
“أم رهف” سيدة أربعينية، وأم لثلاثة أطفال، تسكن في مخيم بالقرب من مدينة سلقين غربي إدلب، بعد نزوحها وعائلتها من قرية دير الشرقي جنوبي إدلب.
ولدت “أم رهف” طفلتها، في الظروف اقتصادية صعبة نتيجة النزوح إثر احتلال قوات النظام لبلدتهم، تقول: بأنها بعد الولادة لم تتمكن من إشباع ابنتها من الرضاعة الطبيعة، فلجأت إلى استخدام أطعمة أخرى كالأرز المسلوق مع السكر.
تعد “أم رهف” الأيام والأشهر والسنين، وابنتها ما زالت بحجم صغير جداً، يوحي شكلها بأنها بعمر السنة بينما تجاوز عمرها الخمس سنوات.
بعد تشخيص حالة الطفلة عند أحد أطباء الأطفال في مدينة سلقين، قال: “بأن الطفلة تعاني من سوء تغذية حاد منذ ولادتها، وهذا ما سبب لها فتور في الجسم وعدم قدرتها على الحركة أو الوقوف على قدميها”.
لا تقتصر حالات سوء التغذية على تأخر نمو الطفل بل ربما يأثر على بنية الجسم أو الإصابة بالقزم، كما أنه يؤثر على عمل خلايا الدماغ، والتي تؤدي فيما بعد إلى ضمور دماغي.
تعالج ” أم مصطفى” طفلها البالغ من العمر 12 عاماً من ضمور دماغي، في مركز صحي داخل مدينة إدلب، تقول: بأنها تداوم على علاج طفلها من أكثر من ثلاث سنوات، على أمل أن يشفى بشكل كامل، وتشير إلى أن “نتائج العلاج بطيئة جداً، وربما تحتاج لسنوات طويلة”.
وحسب مصادر طبية في مشفى الأطفال “ابن سينا” بمدينة إدلب فأن الطفل “محمد حباب” البالغ من العمر أربعة أشهر ونصف، من مدينة سرمين شرقي إدلب، فقد حياته نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصابه.