يشهد الداخل السوري ظاهرة مقلقة تتمثل في التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في مناطق متفرقة، وتثير هذه الظاهرة الاجتماعية ردود فعل شعبية قوية حيث تتعدد الأسباب وراء تفاقمها.
يوم أمس، عُثر على طفل حديث الولادة مرمي أمام أحد المحلات في مدينة سلقين بريف إدلب الغربي، وقام الأهالي بتسليمه إلى مشفى سلقين المركزي، هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها، بل تتكرر بين الحين والآخر في شمال غربي سوريا، مما يعكس حجم المشكلة المتزايدة.
منصة SY24 تناولت في تقاريرها العديدة انتشار ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في مناطق مختلفة من سوريا، مشيرة إلى أن الأسباب تتراوح بين الاقتصادية والاجتماعية، أحد أبرز الأسباب الاجتماعية هو خشية المجتمع من الفضيحة، حيث يكون الطفل نتيجة لعلاقات غير شرعية ويتم التخلي عنه فور ولادته.
إلى جانب ذلك، أسفرت هذه الظاهرة عن انتشار ظاهرة أخرى لا تقل خطورة، وهي تشرد الأطفال في الشوارع، الناشطون يؤكدون أن الطفل هو الضحية البريئة التي تدفع ثمن أخطاء ارتكبها الوالدان اللذان تخلوا عنه ورموه.
هذه الظاهرة ليست مقتصرة على منطقة واحدة، بل تشهدها العديد من المحافظات السورية الأخرى، وفي السنوات الأخيرة، ازداد بشكل ملحوظ التخلي عن الأطفال الرضع “حديثي الولادة”، لتصبح واحدة من أبرز الظواهر السلبية التي طغت على المجتمع السوري.
الحرب التي مرت بها سوريا في السنوات الماضية خلفت كوارث اجتماعية عديدة، منها عمالة الأطفال وتشردهم في الشوارع والحدائق العامة، والتخلي عن الأطفال حديثي الولادة، والتسول، والتسرب المدرسي، وهذه الظواهر مجتمعة ساهمت بشكل مباشر في تدمير جيل كامل من الأطفال المحرومين من حقوقهم الأساسية كباقي الأطفال في العالم.
إن ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة تمثل تحديًا اجتماعيًا خطيرًا يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل المجتمع المدني والجهات المعنية، بدون اتخاذ خطوات جادة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة، فإن الأجيال القادمة ستظل تعاني من تبعاتها المدمرة.