كل صباح، تحمل “آية” حقيبتها الممتلئة بمستحضرات التجميل وأدوات المكياج، وتبدأ رحلتها في التجول بين منازل عديدة، تعرض خلالها منتجات شركتها لبيعها طوال فترة عملها.
أقبلت نسبة كبيرة من الشابات والنساء على العمل في شركات مختصة بمستحضرات التجميل وأدوات المكياج، لتسويقها وبيعها من خلال جولات يومية على المنازل في مدن وقرى الشمال السوري.
آية فتاة تبلغ من العمر 24 عامًا، طالبة جامعية في كلية التربية بجامعة إدلب، تقيم في مدينة أريحا جنوبي إدلب، أرادت أن يكون لها مصدر دخل خاص بها لتأمين مصروفها الشخصي والجامعي، فالتحقت بالعمل مع شركة “ذهب” لتسويق مستحضرات تجميلية، إضافة إلى بعض أنواع المكياج والعطور.
تقول آية إنها التحقت بالعمل بعد إعلان الشركة عن طلب موظفات لتسويق منتجاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كل يوم، تذهب آية إلى مقر الشركة في مدينة سرمدا، تضع بعض المنتجات في حقيبتها، ثم تبدأ رحلتها مع زميلاتها.
تحدثنا عن طريقة عملها المعتادة كل يوم، فتقول: “أنزل أنا وزميلاتي في قرية معينة، نتفرق كل واحدة منا في جهة، أطرق أبواب المنازل، وأعرض منتجاتي على ربة المنزل محاولة إقناعها بشراء شيء منها”.
وتضيف: “العمل شاق ومتعب جداً، كل يوم ثماني ساعات من المشي وحمل المنتجات الثقيلة على كتفي تحت أشعة الشمس الحارقة، إضافة إلى الكلام المستمر للشرح عن المنتجات”.
تحدد بعض شركات التجميل رواتب المندوبات براتب ثابت يصل في أحسن الأحوال إلى 100 دولار شهرياً، بينما تقوم بعض الشركات بتحديد نسبة معينة من أرباح القطع التي تستطيع المندوبة بيعها.
“نسرين” سيدة في الأربعين من عمرها، تقيم في مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، التحقت بشركة لتسويق منتجاتها مقابل نسبة من أرباح القطع المباعة عن طريقها.
تقول: إن “العمل في شركة تحدد راتبها بنسبة من الأرباح يحتاج إلى حظ جيد، وامرأة لديها مهارة فائقة في إقناع الزبونة بشراء منتجاتها”.
تتجول نسرين أيامًا عدة دون أن تحظى ببيع قطعة واحدة، بينما يحالفها الحظ في يوم واحد فتبيع جميع المنتجات التي تحملها في حقيبتها.
تعاني مندوبات المبيعات في الشمال السوري من قلة الأجور المحدودة مقابل عملهن الشاق، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها معظم سكان المنطقة.