تفتقر المناطق الريفية الشمالية من محافظة إدلب، وخاصة المدن المزدحمة سكانياً مثل الدانا وسرمدا، إلى الحدائق العامة التي يمكن للأهالي وأطفالهم التنزه فيها خلال فصل الصيف، هذا الوضع يزيد من معاناة السكان، إذ توجد حديقة واحدة فقط بألعاب قديمة ومقاعد مكسرة، غير كافية لاستيعاب العائلات وأطفالهم.
النقص الحاد في المساحات الخضراء وارتفاع درجات الحرارة دفع الأهالي إلى اللجوء للأرصفة العامة والدوارات على طول الأوتوسترادات للتنزه، رغم خطورة ذلك، وقد تم تسجيل عدد من حوادث السير التي أسفرت عن إصابات بين الأطفال والأهالي.
وقبل أيام، تعرضت عائلة تفترش الرصيف بقصد التنزه على طريق باب الهوى إلى حادث سير أدى إلى وفاة طفلة وسيدة وإصابة طفل آخر، حيث أثار هذا الحادث موجة غضب واسعة بين الأهالي الذين استنكروا تحول الأرصفة إلى أماكن للجلوس والتنزه بسبب خطورتها.
وقالت ناشطة إعلامية من سكان مدينة سرمدا: إن “تحول منطقة باب الهوى إلى فسحة للتنزه مسألة بالغة الخطورة لجأ إليها الأهالي صيفاً كبديل عن الحدائق العامة المجانية غير المتوفرة بالمنطقة، في الوقت الذي تكثر فيه الاستثمارات الخاصة والمنتزهات والمطاعم بأسعار مرتفعة وخارجة عن قدرة كثير من الأهالي، هذه مسؤولية حكومة الأمر الواقع التي غيبت هذه المشاريع العامة وعززت المشاريع الخاصة لتحصيل أكبر قدر من الفائدة المادية لها”.
وتساءلت: “هل موقع الأوتوستراد عند باب الهوى يصلح أن يكون ساحة للتنزه؟ أين الحدائق العامة التي توفر مساحة آمنة للأطفال والأهالي؟ ينبغي أن تكون من أولويات المشاريع الحالية للمعنيين الذين تجاهلوا هذا الموضوع”.
وعبر أحد السكان المرحلين حديثاً من تركيا إلى الشمال السوري عن غضبه تجاه الوضع، مطالباً بتوفير مساحات للتنزه تكون آمنة وبعيدة عن جوانب الطرقات الخطرة، ومشيراً إلى ضرورة توفير جنائن وحدائق وملاعب للأطفال في كل حي.
وطالب عدد من الأهالي الذين تحدثنا إليهم بضرورة توفير هذه الأماكن الآمنة بشكل مجاني لهم ولأطفالهم للترويح عن أنفسهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة وهرباً من زحمة المدن وضجيج العمل، بدلاً من قصد الأرصفة العامة التي أصبحت وجهة للكثيرين من السكان رغم خطورتها.