أزمة المياه والكهرباء تخنق الغوطة الشرقية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تخيّم الأزمات المعيشية ونقص الخدمات الأساسية على قرى ومدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث يعد نقص وغياب المياه والكهرباء أبرز الأزمات التي تواجه الأهالي، خاصةً في أشهر الصيف التي تزداد فيها الحاجة لاستهلاك المياه والكهرباء.

قال مراسلنا في الغوطة إن العديد من البلدات تواجه أزمة مياه خانقة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل وغياب الخدمات الرئيسية، لا سيما شح المياه والخدمات الطبية.

 وذكر أن أهالي قرى “حوش الضواهرة”، و”حوش الفارة”، و”حوش نصري”، التابعة إدارياً لمدينة دوما، يشهدون انقطاعاً متواصلاً بخطوط المياه الرئيسية، هذه المشكلة مستمرة منذ أكثر من ست سنوات بسبب عدم إصلاح الشبكة من قبل مجالس بلديات القرى.

تشكل أزمة المياه عبئاً كبيراً على المدنيين في المنطقة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الحاجة لاستهلاك المياه والكهرباء مع الإهمال المتعمد من قبل المعنيين منذ سيطرة النظام على الغوطة.

التقى مراسلنا “عبد الله”، أحد أهالي الغوطة، الذي أكد في حديثه أن أزمة شح المياه من أكبر التحديات التي تواجه الأهالي، كونها من ضروريات الحياة ولا يمكن الاستغناء عنها، وخاصة في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف أن العيش في الغوطة بات أشبه بالعيش في الصحراء أو مناطق المخيمات النائية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات، وفي الليل تصبح هذه الأماكن أشبه بمدن الأشباح.

دفعت هذه الحال المأساوية الأهالي إلى تقديم الشكاوى للمسؤولين عن وحدة المياه في مناطقهم، مطالبين بتحسين الوضع وإصلاح الخطوط الخارجة عن الخدمة وضخ المياه للأهالي، غير أن جميع الشكاوى قوبلت بالرفض والتجاهل والتذرع بتأثير انقطاع التيار الكهربائي المستمر على ضخ المياه بشكل جيد.

وتحدث عدد من الأهالي الذين قابلناهم عن أزمة الكهرباء التي لا تقل أهمية عن أزمة المياه في تلك المناطق، حيث تأتي الكهرباء نصف ساعة فقط مقابل 23 ساعة ونصف قطع، وفي بعض الأيام تأتي ضعيفة جداً لا تكفي سوى لإشعال إنارة المنزل.

 وذكر المراسل أن هناك سوءاً في توزيع ساعات تقنين الكهرباء، وغالباً ما تكون غير عادلة حسب صلة الأشخاص بالنظام وشبيحته، حيث أكد أن الكهرباء تصل لمنزل أحد الشبيحة عند أطراف بلدة “حوش نصري” لأكثر من 6 ساعات وصل في اليوم.

يأتي هذا بالتزامن مع إعلان قوات النظام عن زيادة ساعات التقنين الكهربائي في ريف دمشق بسبب انخفاض كميات التوليد، والذي من الممكن أن يستمر لأشهر.

تعكس الأزمات التي تعيشها الغوطة الشرقية حالة التهميش والإهمال التي تتعرض لها المنطقة، حيث يعاني السكان من انعدام أبسط مقومات الحياة في ظل غياب أي حلول جذرية من قبل الجهات المسؤولة، تبقى الأوضاع في هذه المنطقة مثالاً صارخاً على الواقع المأساوي الذي يعيشه العديد من المناطق الأخرى في سوريا.

مقالات ذات صلة