نساء إدلب يواجهن التحديات الاقتصادية بصناعة المؤنة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

صباح كل يوم، تشتري “صفاء” كمية كبيرة من البندورة الطازجة، لتقوم بعصرها وطبخها وتجفيف مائها، وبيعها للزبائن بأسعار مناسبة تستطيع من خلالها تأمين تكاليف العمل وادخار أرباحها.

يعد دبس البندورة من أهم أنواع المؤنة التي تخزنها السيدات السوريات لفصل الشتاء، ولاستخداماته الكثيرة في أغلب المأكولات السورية المعروفة.

“صفاء” سيدة في الثلاثينيات من عمرها، وأم لخمسة أطفال، تسكن في قرية كفرلاته جنوبي إدلب، تعمل كل عام في تحضير أنواع كثيرة من المؤنة الشتوية ومن ضمنها دبس البندورة، الذي تعتمد عليه بشكل كبير وتدخر منه مبلغاً مادياً جيداً.

يشتري لها زوجها كل يوم ما يقارب 500 كيلوغرام من البندورة الحمراء الطازجة، وتقوم بتحضيرها بالطريقة التقليدية القديمة.

تخبرنا “صفاء” عن الطريقة التقليدية التي تعتمد عليها في صناعة الدبس، فتقول: “أبدأ بغسل حبات البندورة جيداً، ثم أقطع الحبات إلى قطع متوسطة الحجم، وأطبخها على النار حتى تنضج، وبعد ذلك أقوم بعصرها جيداً وأضعها في أواني مسطحة تحت أشعة الشمس عدة أيام حتى أحصل على القوام المناسب”.

تبيع “صفاء” كيلو دبس البندورة بسعر ضعف أسعار الدبس المتوفرة في الأسواق المحلية، التي تُعرف بصناعة معامل المؤنة الغذائية، وتقول: “أبيع الكيلو بـ80 ليرة تركية، وقد حدد هذا السعر بعد دراسة مفصلة لتكاليف العمل”.

تفضل الكثير من السيدات تخزين المؤنة الشتوية تحت إشراف ربة منزل. “أم يزن”، 41 عاماً، أم لثلاثة أولاد، تقيم في مدينة أريحا، وهي معلمة تربية في إحدى مدارس المدينة، تشير إلى أن ضيق الوقت لديها يمنعها من صناعة أغلب المؤنة الشتوية، لذلك تعمل على توصية ربة منزل لصناعتها، وتقول: “أثق في عمل السيدة ونظافتها وكأنني أنا من قام بصنعها”.

أما بالنسبة إلى دبس البندورة، فتفضل “أم يزن” الصناعة اليدوية القديمة، التي تُعرف بطعمها المميز وتعقيمها نتيجة طهي البندورة لتعقم بشكل جيد قبل تجفيفها، وتقول: “الصناعة اليدوية أفضل بكثير من صناعة المعامل من حيث الجودة والطعم، فهي معقمة، نظيفة، ولذيذة”.

حال “صفاء” كحال الكثير من النساء اللواتي يسعين في البحث عن مصدر رزق جيد لعوائلهن في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها معظم سكان المنطقة.

مقالات ذات صلة