تمكن الشاب “حمادة كامل عبد الحي”، ابن مدينة الأتارب، من §تحقيق نقلة نوعية في حياته بعد أن فقد جزءاً من يده اليمنى إثر ضربة طائرة حربية استهدفت سوق المدينة.
حمادة، الذي كان يعمل في تركيب الديكور المنزلي، وجد نفسه عاجزاً عن الاستمرار في مهنته بعد إصابته، رغم أنه معيل لعائلته المكونة من سبعة أفراد.
إلى جانب “حمادة”، يواجه آلاف الأشخاص من مصابي الحرب في شمال غرب سوريا نفس المصير، الإصابات الحربية والبتر أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للكثيرين، مما جعل العودة إلى الحياة العملية تحدياً كبيراً لهم.
جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية بادرت بإطلاق مشروع “ميرا” لمساعدة هؤلاء الأشخاص على تخطي هذه التحديات، ويهدف المشروع إلى تمكين الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ومصابي الحرب عبر تجهيز أكشاك بمواد تلائم مهنهم الجديدة، مثل بيع المواد الغذائية أو تحضير المشروبات الساخنة والباردة، هذا المشروع ليس فقط لتوفير فرصة عمل، بل هو محاولة لتمكينهم اقتصادياً وتحقيق الاستدامة.
يقول “حمادة” في حديثه مع SY24: إن “المشروع ساعدني على الحصول على فرصة عمل مستدامة، خاصة أنني المعيل الوحيد لعائلتي”. ويضيف: “وجدت صعوبة كبيرة في متابعة عملي السابق أو أي عمل شاق آخر، لكن هذا المشروع كان منقذاً لي”.
من جانبه، أكد “أحمد هاشم”، منسق المشاريع في الجمعية، أن المشروع يأتي كاستجابة للحاجة الملحة التي فرضها الواقع المتردي في المنطقة، خاصة مع شح المساعدات الإنسانية والإغاثية، ويضيف: “المشروع يمثل نقلة نوعية في إيجاد فرص عمل مستدامة للفئات الأكثر تضرراً في المجتمع”.
المشروع انطلق في عدة مناطق، منها حزانو ومعرة مصرين وكللي، مع خطة لزيادة عدد المستفيدين في المستقبل، في ظل تراجع الدعم والمساعدات الإنسانية للأهالي في الشمال السوري، تبرز أهمية هذه المشاريع كوسيلة للوصول إلى مرحلة التعافي المبكر وتأمين فرص عمل ومشاريع إنتاجية تخفف من أعباء الحياة اليومية والاقتصادية.
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الفئات المتضررة في سوريا، تأتي مبادرات مثل مشروع “ميرا” كأمل جديد لتحقيق الاستدامة الاقتصادية وتحسين ظروف المعيشة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي للأسر، يبقى الأمل أن تستمر هذه المشاريع في النمو والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.