شهدت منطقة الطبقة بريف الرقة شرق سوريا حدثاً ثقافياً مميزاً يهدف إلى تعزيز التماسك المجتمعي بين العائدات من مخيم الهول والمجتمع المحلي.
وفي التفاصيل، نظمت منظمة الغيث للتنمية المنتدى الحواري الثقافي الثاني تحت عنوان “التماسك المجتمعي” ضمن إطار حملة “حكايا”.
وشارك في هذا المنتدى عشرون سيدة، نصفهن من العائدات من مخيم الهول والنصف الآخر من المجتمع المحلي.
وركز المنتدى على استثمار الموروث الثقافي كوسيلة لتعزيز التواصل والتقارب الاجتماعي الإيجابي بين المشاركات.
ويأتي هذا النشاط في سياق الجهود المبذولة لإعادة دمج العائدات من مخيم الهول في المجتمع وتسهيل عملية الاندماج الاجتماعي.
ويعتبر المنتدى خطوة هامة نحو بناء جسور التواصل وتعزيز التفاهم المتبادل بين مختلف شرائح المجتمع، وفق القائمين على هذه المبادرة.
ولاقى المنتدى استحساناً كبيراً من قبل المراقبين والمهتمين بالشأن الاجتماعي في المنطقة، حيث وصف أحد المعلقين المشروع بأنه “رائع جداً”، مؤكداً على أهمية مثل هذه المبادرات في خدمة المجتمع وتحقيق الاندماج ضمن منظومة المجتمع الديمقراطي.
وأضاف أن مثل هذه المشاريع تساهم في “تصحيح الأفكار بما يخدم الفكر الديمقراطي في المنطقة وتحقيق تكافل وتعاون اجتماعي نحو مجتمع متطور يواكب الحضارات المتقدمة”.
وأجمع القائمون على هذه الفعالية إلى جانب عدد من سكان المنطقة، على أن هذا المنتدى يعتبر خطوة إيجابية نحو تعزيز التماسك المجتمعي وبناء مجتمع أكثر انفتاحاً وتسامحاً.
ومن المتوقع أن تستمر مثل هذه المبادرات في المستقبل لتحقيق المزيد من التقارب والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع في منطقة الطبقة وعموم شرق سوريا، حسب مصادر متطابقة شرق سوريا.
وفي ذات الصدد، أشادت الناشطة في مجال المناصرة الإنسانية، “مايا عصملي” في حديثها لمنصة SY24، بالمبادرات الهادفة إلى تمكين العائدات من مخيم الهول، مؤكدة أن ذلك سوف يشجعهن على الاندماج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال المشاريع والتدريبات التي يحصلن عليها بدعم من منظمات مجتمع مدني محلية مختلفة.
ولفتت إلى ضرورة تكثيف مثل هكذا مبادرات لدعم أطفال نساء العائدات من مخيم الهول أيضا، وذلك لأهمية الأمر وإنشاء جيل متعلم بعيدا عن الأفكار التي اكتسبها خلال فترة الإقامة الطويلة في المخيم، وفق وجهة نظرها.
وقبل أيام، عقدت منسقية المرأة في هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين التابعة للإدارة الذاتية شرق سوريا، اجتماعاً تنسيقياً مع “تجمع نساء زنوبيا”.
ويأتي الهدف الرئيسي من هذا التعاون هو تقديم الدعم الشامل وإعادة تأهيل النساء اللواتي عدن من مخيم الهول.
ويشمل هذا التأهيل الجوانب الفكرية والأيديولوجية والنفسية، بهدف تسهيل عملية دمجهن في المجتمع وتمكينهن من لعب دور أكثر فعالية.
ومؤخراً، أطلقت مجموعة من المنظمات في شرق سوريا مبادرة “منكم وفيكم” مطلع شهر تموز/يوليو الجاري، تهدف إلى دعم ودمج النساء العائدات من مخيم الهول في المجتمع المحلي بريف دير الزور شرق سوريا.