أصدر الدفاع المدني السوري تحذيراً جديداً حول الخطر المستمر الذي تشكله الطائرات المسيرة الانتحارية على حياة المدنيين في شمال غرب سوريا.
ووفقاً للبيان، تواصل قوات النظام السوري استخدام هذه الطائرات كسلاح ضد المدنيين، مما يهدد السكان في مناطق واسعة ويقوض حياتهم اليومية.
وشهد شهر تموز/يوليو الماضي، تصعيداً ملحوظاً في الهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية، حيث استهدفت قوات النظام بشكل خاص المناطق الزراعية وآليات المدنيين في ريفي إدلب وحلب.
وتركزت معظم الهجمات في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، مع التركيز بشكل خاص على المناطق الزراعية، حسب الدفاع المدني.
وسجل الدفاع المدني السوري في 15 تموز/يوليو الماضي، أوسع هجوم يومي على المناطق المدنية، حيث تعرضت مناطق ريف إدلب الجنوبي لهجوم عنيف بـ 11 طائرة مسيرة انتحارية، واستهدفت هذه الهجمات المرافق العامة وممتلكات المدنيين، مما أدى إلى أضرار كبيرة، لكن لحسن الحظ لم تسجل إصابات بين المدنيين.
ووفقاً لتقرير أصدره الدفاع المدني السوري، استجابت فرقهم لـ 41 هجوماً بالطائرات المسيرة الانتحارية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي.
واستهدفت هذه الهجمات، التي انطلقت من مناطق سيطرة النظام، البيئات المدنية بشكل رئيسي، نصف هذه الهجمات استهدف سيارات مدنية أو دراجات نارية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 18 آخرين، من بينهم امرأة وأربعة أطفال.
وحذر الدفاع المدني السوري من أن هذه الهجمات تهدد بإحداث موجات نزوح جديدة وتقوض حياة المدنيين وتحركاتهم، كما أنها تمنع المزارعين من ممارسة أنشطتهم الزراعية، مما يهدد سبل عيشهم ووسائل بقائهم على قيد الحياة.
وحول ذلك، قال الباحث السياسي والعسكري رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “النظام لجأ إلى اعتماد الطائرات المسير لعدة أسباب أبرزها تراجع قدراته العسكرية التي ظهرت من خلال فشل كل محاولات التسلل باتجاه مناطق المعارضة، ولتشكيل عامل ضغط على المدنيين في هذه المناطق”.
وأضاف “إلا أن الطيران المسير كشف أنه بدائي، فهو لا يدخل في عمق المناطق أكثر من 3 أو 4 كم ولا يستطيع التحليق لمدة طويلة، حتى أنه لا يمتلك معلومات عن أهداف محددة (عسكرية مؤثرة) لذلك كانت أهدافه في أغلبها تطال المدنيين ونشاطاتهم”.
يشار إلى أن قوات النظام السوري استهدفت يوم أمس الأربعاء، بـ 11 هجوماً بالطائرات المسيّرة الانتحارية منازل وسيارات المدنيين في مناطق متفرقة من ريفي إدلب وحلب، مع دخول الشهر الثامن من استخدام قوات النظام لهذا السلاح الخطير في حربهم ضد المدنيين في شمال غربي سوريا، حيث تسببت الهجمات بأضرار كبيرة في المنازل والممتلكات وسيارات المدنيين دون وقوع إصابات، وفق الدفاع المدني السوري.