تحولت مجموعات الفيسبوك المختصة بالبيع والشراء إلى سوق شعبي افتراضي لكثير من الأهالي في الشمال السوري، أصبحت هذه المنصات وسيلة رئيسية لتأمين احتياجاتهم من الملابس والأثاث والأدوات المنزلية والقطع الكهربائية بأسعار مناسبة لوضعهم المعيشي المتردي، وفقاً لشهادات من تحدثنا إليهم، فإن أسعار هذه المنتجات تكون عادة أقل من نصف القيمة مقارنة بالسوق الجديدة.
توفير الاحتياجات بأسعار مناسبة:
“رغد”، أم لثلاثة أطفال من مدينة سرمدا شمال إدلب، تقول إنها تعتمد على مجموعات بيع وشراء المستعمل على الإنترنت لشراء الأدوات المنزلية وألعاب الأطفال، وأوضحت أنها تمكنت من شراء عربة للأطفال ودراجة هوائية لابنها، وكلاهما بحالة جيدة، بنصف القيمة المعتادة في المحلات التجارية، التي قد تصل أسعارها لأكثر من خمسين دولارًا، وهو مبلغ يفوق قدرتها الشرائية، هذه الأسواق الافتراضية أصبحت بديلاً مناسباً للتغلب على الغلاء وارتفاع الأسعار.
سهولة التواصل والبيع:
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات لأشخاص يعرضون منتجات معينة للبيع، مع ذكر المواصفات والسعر والعنوان ورقم التواصل، مما يسهل عملية التواصل بين البائع والمشتري بعد الاتفاق، تبقى هذه الأسواق الرقمية نموذجاً إيجابياً لإمكانية التكيف والابتكار في مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجه الأهالي.
“أبو وليد الحمصي”، من سكان عقربات بريف إدلب الشمالي، يعتبر من الذين يعتمدون بشكل كبير على هذه المنصات، يقول إنه يعمل في بيع وشراء الملابس المستعملة والأدوات الأخرى عبر الإنترنت منذ سنوات، دون الحاجة لاستئجار محل تجاري وتحمل التكاليف الإضافية، يوضح أبو وليد أن هذا النشاط التجاري الإلكتروني وفر له دخلاً جيداً في ظل قلة فرص العمل وتدهور الأوضاع الاقتصادية، حيث تطورت تجارة المستعمل من المحلات والأسواق التقليدية إلى مجموعات افتراضية على الإنترنت.
لقد دفعت الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة العديد من الرجال والنساء إلى خوض تجربة التسوق والبيع عبر الإنترنت، أصبحت ظاهرة الأسواق الإلكترونية شائعة بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الإنترنت المختلفة، دون الحاجة إلى رأس مال كبير أو تكاليف إضافية للإيجار وعرض المنتجات.
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان الشمال السوري، أصبحت الأسواق الافتراضية حلاً عملياً ومبتكراً لتلبية احتياجاتهم بأسعار معقولة، هذه المنصات لم توفر فقط سبل الراحة والمرونة في الشراء والبيع، بل ساهمت أيضاً في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق دخل إضافي للعديد من العائلات.
