برزت شكاوى عديدة من مواطنين من أبناء الرقة يعانون من تأخر فرص العمل رغم تسجيلهم في المجلس المدني منذ سنوات، ما يسلط الضوء على أزمة البطالة وصعوبات التوظيف.
وتحدث عدد من سكان المدينة عن حالات إنسانية صعبة، من بينها شكوى مواطن يعاني من إعاقة في رجله، والذي قال إنه مسجل منذ عام 2019 بحثاً عن وظيفة تناسب وضعه الصحي من دون الحصول عليها، حسب تعبيره.
وأضاف المواطن في شكواه “في كل مرة أراجعهم فيها يقولون لي لم يأت دورك بعد. بينما هناك أشخاص يتم توظيفهم بسرعة”.
وأشار إلى أن بعض الموظفين أخبروه بأن من ليس لديه “واسطة” قد لا يحصل على وظيفة حتى عام 2090، مؤكداً أنه شرح لهم وضعه الصعب وإعاقته لكن دون جدوى.
وقد أثارت هذه الشكوى ردود فعل واسعة من مواطنين آخرين، حيث شارك العديد منهم تجارب مماثلة، ومنا ما ذكره أحد المواطنين حول ترشيحه لوظيفة دون إبلاغه بموعد المقابلة، ليكتشف لاحقاً أن التعيين قد تم بالفعل.
وقال مواطن آخر “إذا كان لديك واسطة أو مال، يتم توظيفك، وإلا فلن يهتم أحد بك حتى لو كنت تتضور جوعاً”.
مواطن ثالث أشار إلى أنه مسجل للحصول على وظيفة منذ نيسان/أبريل 2018 ولم يحصل على وظيفة بعد، وفق قوله.
شخص آخر عبر عن استغرابه قائلاً، إن طلبه في مكتب التوظيف منذ 2019 ولم يأت دوره، بينما يتم توظيف أشخاص مسجلين منذ 2005، في حين أضاف مواطن آخر أن الحصول على وظيفة يتطلب “واسطة قوية أو دفع رشوة لموظف الشؤون لتقديم دورك في أي مسابقة”.
وأعرب الناشط السياسي عبد المنعم المنبجاوي عن اعتقاده بأن ما تشهده المدينة من ظاهرة عدم حصول الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم من الفئات الأخرى، هو مشكلة متفاقمة وتحتاج لتحرك عاجل من الجهات الخدمية وحتى من المنظمات.
وأضاف في حديثه لمنصة SY24، أن العديد من المواطنين وخاصة أصحاب الإعاقة وذوو الاحتياجات الخاصة يشعرون بالإحباط والظلم بسبب ما يرونه كممارسات غير عادلة في عملية التوظيف.
وأكد على الحاجة الملحة لمراجعة وإصلاح نظام التوظيف لضمان تكافؤ الفرص وإعطاء الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة والحالات الإنسانية الصعبة، حسب رأيه.
ومؤخراً، أطلق ناشطون من أبناء مدينة الرقة حملة بعنوان “أريد قانوناً”، تستهدف أكثر من 15 ألف شخص من ذوي الإعاقة في المدينة، بحسب القائمين على الحملة.
وتهدف الحملة إلى إيجاد قانون يكفل جميع حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وواجباتهم، كونهم يعيشون أوضاعاً صعبة من ناحية ضعف خدمات الرعاية الصحية والتعليمية وفرص العمل في المنطقة.
وأكد القائمون على الحملة أن ذوي الإعاقة ليسوا “نكرة أو صفحة مطوية بذاكرة النسيان، بل هم منا وفينا ويملكون إحساساً مثلنا، بل وأكثر”.
وبين فترة وأخرى تعمل المجموعة الخيرية على نشر حالات من ذوي الاحتياجات وتوضيح حجم المعاناة التي يمر بها أصحابها، وذلك للفت أنظار أهل الخير إليها ودعمها ومساعدتها.