تفيد الأنباء الواردة من منطقة البادية السورية، بأن بادية الرصافة جنوب الرقة شرق سوريا قد تصدرت قائمة المناطق الأكثر نشاطًا لتنظيم داعش، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.
وحسب ناشطين من المنطقة الشرقية فإن هذا التحول يشير إلى تغيرات ملحوظة في استراتيجيات التنظيم وتحركاته على الأرض، وفق تعبيرهم.
ويأتي هذا التحول يأتي بالتزامن مع تراجع ملحوظ في نشاط التنظيم في بادية حمص، التي كانت تعتبر سابقًا من أكثر المناطق نشاطًا للتنظيم.
وفي سياق متصل، أشارت المصادر إلى انخفاض حاد في هجمات تنظيم داعش ضد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له خلال شهر تموز/يوليو الماضي.
حيث سجل تراجعًا كبيرًا في العمليات بنسبة وصلت إلى 70% مقارنة بالمعدل الشهري لنشاط التنظيم خلال العامين الماضيين، حسب تقديرات الناشطين من أبناء المنطقة الشرقية.
ويبدو أن الحملة العسكرية الأخيرة التي شنها النظام السوري بدعم من الطيران الروسي قد تمكنت من الحد نوعا ما في تأمين محور السخنة شرقي حمص، مما أدى إلى تقليص نشاط داعش في تلك المنطقة بشكل كبير، وفق الأخبار الواردة من المنطقة.
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول الأسباب وراء هذا التحول في نشاط التنظيم، وما إذا كان ذلك يعكس إعادة تموضع استراتيجي أو ضعفًا في قدراته العسكرية في بعض المناطق. كما تسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها الجهود الرامية إلى القضاء على التنظيم في سوريا.
وقال الباحث في مركز جسور للدراسات، رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “هذا الأمر يعود إلى طريقة عمل التنظيم الذي يعتمد خاصة بعد معركة الباغوز 2019 على مجموعات قتالية مختلفة تتخذ كل منها القرارات بشكل ذاتي في ما يتعلق بالأنشطة والعمليات، ولكل منها قائد يتصرف وفقاً لتقديراته الخاصة، وينفذ عمليات التنظيم ضد بقية الأطراف”.
وأضاف “يبدو أن مجموعات بادية الرصافة بريف الرقة وجدت الفرصة سانحة للتحرك، خاصة أن بقية الأطراف وبشكل خاص النظام والميليشيات الإيرانية وحتى قسد، تعمل على تأمين محاور تحركها ولا تتحرك باتجاه عمق البادية حيث ينتشر ويتحصن داعش”.
وشهدت البادية السورية في الآونة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في نشاط تنظيم داعش، حيث امتدت عملياته من بادية ريف حمص الشرقي إلى بادية الرقة شرق سوريا، حيث أسفرت هذه العمليات عن سقوط ضحايا من قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه.
وتشير هذه التطورات إلى استمرار تهديد تنظيم داعش في البادية السورية، رغم الإعلان عن هزيمته عسكريًا قبل سنوات.