تشهد مدينة دير الزور شرق سوريا الخاضعة لسيطرة النظام السوري أزمة حادة في توزيع الخبز، مما أثار غضب السكان وكشف عن حالة من الفوضى المتعمدة والإهمال المقصود من قبل الجهات المختصة.
ووفق شهادات الأهالي، فإن المشكلة تتمثل في صعوبة الحصول على الخبز من المعتمدين، حيث يضطر المواطنون للانتظار لساعات طويلة، أحياناً من منتصف الليل حتى ساعات متأخرة من النهار، دون ضمان الحصول على حصتهم.
وعبّر أحد المواطنين عن استيائه قائلاً “تعبنا كثيراً بسبب الحر الشديد، وتنقلنا من مكان إلى آخر. لم نترك أي مسؤول إلا وتوسلنا إليه للمساعدة، لكن دون جدوى”.
ويرى العديد من السكان أن هذه الأزمة ليست وليدة الصدفة أو نتيجة لضعف خبرة المسؤولين، بل هي سياسة متعمدة تهدف إلى إذلال الناس وإشغالهم بتأمين لقمة العيش.
ويؤكد أحد المعلقين على الوضع قائلاً “الأمر مقصود والغاية إذلال الناس وإشغالهم بلقمة العيش حتى لا يفكروا أبعد من ذلك”.
وتشير التقارير إلى وجود فساد في عملية توزيع الخبز، حيث يتهم البعض بعض المعتمدين بالتلاعب والاحتيال، في حين يطالب المواطنون الغاضبون بتدخل الأمن الجنائي لاعتقال المتورطين في هذه الممارسات.
كما يلاحظ السكان التفاوت الكبير في الحصول على الخبز بين عامة الناس والمسؤولين والمنتسبين للميليشيات، مما يزيد من حالة الاستياء والغضب.
وفي ظل هذه الأزمة، يتساءل المواطنون عن قدرة النظام وحكومته على إدارة شؤون الدولة إذا كانت عاجزة عن تنظيم توزيع الخبز بشكل عادل، في حين يطالب البعض المسؤولين بالتنحي وتسليم الأمور “لغيرهم شرفاء وأكفاء”.
ووسط كل ذلك، تعكس هذه الأزمة حالة من الإهمال والفساد في إدارة الموارد الأساسية، وتسلط الضوء على معاناة السكان اليومية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
يشار إلى أن الأنباء الواردة من مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته، تفيد بأن النظام يتعمد حرمان الأهالي من الخدمات كأداة لإجبارهم على بيع منازلهم.
ويؤكد أبناء المنطقة بين فترة وأخرى لمنصة SY24، أن الكثير من المطالب والشكاوى يتم رفعها للجهات الخدمية في مدينة دير الزور، لكن التجاهل هو سيد الموقف، وفق تعبيرهم.