هجمات متكررة تستهدف مستثمري آبار النفط في دير الزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشهد المنطقة الشرقية من سوريا، وتحديداً محافظة دير الزور، تصعيداً ملحوظاً في هجمات تنظيم داعش ضد مستثمري آبار النفط.

ففي أحدث هذه الحوادث، استهدف مسلحون من التنظيم منزل أحد المستثمرين في بلدة الطكيحي شمالي دير الزور، وذلك بعد رفضه دفع “الزكاة” التي يفرضها التنظيم على أهالي المنطقة.

وتكشف هذه الحادثة عن نمط متكرر من الهجمات التي يستهدف فيها التنظيم بشكل خاص مستثمري النفط وسائقي الصهاريج.

فمنذ مطلع تموز/يوليو الماضي، سُجلت عدة حوادث مماثلة، كان آخرها استهداف صهريجين لنقل النفط في ريف حمص، مما يشير إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة للتنظيم.

ورأى مراقبون أن الأهداف التي يسعى تنظيم داعش لتحقيقها من خلال استهداف مستثمري النفط متعددة، من أبرزها “التمويل”، حيث يشكل النفط مصدراً رئيسياً للدخل في المنطقة، ويسعى التنظيم من خلال فرض “الزكاة” على المستثمرين إلى تأمين تمويل لأنشطته.

كما تهدف هذه الهجمات إلى ترسيخ نفوذ التنظيم في المنطقة وإظهار قدرته على فرض إرادته على السكان، إضافة إلى أن التنظيم يسعى من خلال هذه العمليات إلى زعزعة الاستقرار الأمني في المنطقة وإعاقة جهود إعادة الإعمار.

ويستهدف التنظيم مستثمري النفط لعدة أسباب، منها أن هؤلاء المستثمرون من الأغنى في المنطقة، وبالتالي هم قادرون على دفع مبالغ مالية كبيرة للتنظيم، ونظراً لطبيعة عملهم، يكون هؤلاء المستثمرون أكثر عرضة للاستهداف، حيث يمكن تتبع تحركاتهم بسهولة.

وحول ذلك، قال الناشط السياسي والمهتم بملف البادية محمود أبو يوسف لمنصة SY24، إن “استهداف داعش لمستثمري آبار النفط يعود لسببين: الأول لأنها تفرض عليهم ما يسمى الكلفة السلطانية والتي تطلبها عن طريق الخلايا والعملاء في مناطق تواجد هؤلاء التجار، بحجة أنها ستحمي قوافلهم في حال تم الدفع”.

وأوضح أن هدف داعش من وراء هذه الأعمال هو إثارة الفوضى وتقويض استقرار المناطق التي تستهدفها، سواء كانت تحت سيطرة النظام أم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فبفرض “الزكاة” على المستثمرين، يحاول التنظيم دفع هذه الجهات إلى تحمل مسؤولية حماية المواطنين وممتلكاتهم، مما يزيد من أعبائها ويفاقم من الصعوبات التي تواجهها، وفق تعبيره.

وعلى الرغم من فقدان التنظيم لمعظم الأراضي التي كان يسيطر عليها، إلا أنه لا يزال يشكل تهديداً أمنياً كبيراً في المنطقة، خاصة في المناطق النائية والصحراوية، ويؤكد استمرار هذه الهجمات على ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة التنظيم والقضاء على خلاياه النائمة.

مقالات ذات صلة