سيدات في إدلب يتحدين الصعاب ويدخلن سوق العمل 

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

دفعت الظروف المعيشية الصعبة في الشمال السوري النساء المعيلات لأسرهن إلى البحث عن وسائل مختلفة لكسب لقمة العيش، في منطقة كفر لوسين شمال إدلب، تجسد تجربة سيدتين مثالاً حياً على التحدي والإصرار، حيث افتتحتا محلاً لبيع مستحضرات التجميل وسط ظروف معيشية قاهرة.

“أم محمد”  سيدة أربعينية نازحة من ريف إدلب الجنوبي، وقريبتها “ابتسام”، 33 عاماً، قررتا اتخاذ خطوة جريئة لفتح محل لبيع مستحضرات التجميل، جاءت هذه الفكرة بعدما عانت السيدتان من البطالة وصعوبة الحصول على عمل في مناطق النزوح، حيث تعيشان مع أسرهن في ظروف معيشية صعبة.

تقول “أم محمد” في حديثها إلينا: “بعد نزوحنا من ريف إدلب الجنوبي، واجهنا تحديات كبيرة في توفير احتياجات عائلتنا الأساسية، قررنا أنا وابتسام فتح محل لبيع مستحضرات التجميل لأنه كان لدينا بعض الخبرة في هذا المجال، ولأننا نعلم أن النساء يحتجن دائماً إلى هذه المنتجات، حتى في أصعب الظروف”.

وأضافت ابتسام: “لم يكن الأمر سهلاً في البداية، واجهنا صعوبات في تأمين رأس المال وتوفير البضائع، لكن بفضل دعم الأصدقاء والأقارب، تمكنا من افتتاح المحل، الآن نستطيع أن نوفر لعائلاتنا بعض الاحتياجات الأساسية ونحاول تحسين أوضاعنا المعيشية بشكل تدريجي”.

يعد المحل الذي افتتحته السيدتان بمثابة شعاع أمل لبدء مرحلة جديدة في التمكين الاقتصادي والاعتماد على النفس بعيداً عن المساعدات الإنسانية والإغاثية التي انخفضت بشكل كبير الفترة الأخيرة رغم صعوبات توفير رأس المال ودفع تكاليف الاستئجار والكهرباء والمصاريف الأخرى إلا أن استمرار العمل كفيل بسداد جميع تلك المصاريف حسب قولهن.

تجربة السيدتان في المنطقة ليست سوى مثال واحد من قصص العديد من النساء السوريات اللواتي يكافحن يومياً لتأمين لقمة العيش لأسرهن وسط الظروف القاسية، يعكس هذا المحل الصغير الأمل والإصرار على تحقيق الأفضل رغم كل التحديات، ويبقى نموذجاً يُحتذى به في المجتمع المحلي.

وكان فريق منسقو استجابة سوريا قد كشف يوم أمس في تقرير له عن ارتفاع نسبة العائلات الواقعة تحت خط الفقر في شمال غربي سوريا مشيراً إلى أن 91.18 بالمئة من العائلات تعيش تحت خط الفقر، مما يعكس تدني كبير في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المنطقة.

وذكر التقرير أن التكلفة الشهرية في حدودها الدنيا لعائلة مكونة من أربعة أفراد وصلت ما يقارب عشرة آلاف ليرة تركية لمصاريف الأساسية مثل الخبز والمواد الغذائية والمياه والأودية وغيرها من المستلزمات اليومية، وسط تراجع المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة للمنطقة.

مقالات ذات صلة