يستمر النظام السوري في استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية لاستهداف المدنيين في الشمال السوري، ما يهدد حياة مئات الآلاف من الأهالي ويقوض استقرارهم وقدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية، يأتي ذلك وسط تخوف وقلق من تصعيد الاستهداف واستمرار موجات النزوح.
وصباح اليوم الثلاثاء، أُصيب مدني بجروح خطيرة إثر استهداف سيارتين مدنيتين في سهل الغاب شمال غربي حماة بطائرات مسيرة انتحارية من قبل قوات النظام، بالإضافة إلى الخسائر المادية التي سببها القصف.
وذكر الدفاع المدني السوري أن قوات النظام استهدفت بثلاث طائرات مسيّرة انتحارية سيارتين مدنيتين في قرية الدقماق، وسيارة مدنية في قرية الحميدية.
هذه الاستهدافات المتكررة تشكل تهديداً للحياة في مناطق واسعة شمال غربي سوريا، وتعتبر سلاحاً ضد المدنيين يمنعهم من متابعة أعمالهم اليومية، ويحول دون وصول المزارعين إلى أراضيهم، ويتسبب في أضرار مادية كبيرة في سيارات المدنيين التي يعتمدون عليها لسبل عيشهم وأعمالهم الزراعية، ويهدد بموجات نزوح جديدة.
من جهة أخرى، شكل ارتفاع معدلات الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا تهديداً مستمراً للمدنيين، يضاف إلى جملة تهديدات القصف اليومي من قبل النظام وروسيا والكوارث وتبعات التهجير، فضلاً عن تأثيره على البيئة والمناخ في المنطقة.
وفي آخر المستجدات، قال مراسلنا إن “فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري تمكنت من إخماد حريق بعد منتصف الليل في أحراش جبل هاوار بقرية اليابسة بريف عفرين، بعد عمل استمر أكثر من ست ساعات متواصلة وسط صعوبات بالغة في الاستجابة للحريق” .
وذكر الدفاع المدني أن طبيعة تضاريس المنطقة شديدة الوعورة أثرت على عمل الفرق، حيث اعتمدت على عزل الحريق بالمعدات اليدوية، واضطرت للمشي نحو ساعتين على الأقدام في الجبال الوعرة للوصول إلى الحريق بسبب عدم قدرة سيارات الإطفاء على الوصول للمكان.
وفي سياق متصل، ازدادت الحوادث المرورية في شمال غربي سوريا خلال الفترة الماضية، ما بات يشكل خطراً جديداً على أرواح المدنيين ويتسبب في إعاقات دائمة للكثيرين.
حيث أصيب خمسة مدنيين بينهم أطفال بجروح وكسور، إثر حادث سير وقع بتصادم أربع سيارات ودراجتين ناريتين جراء عطل فني حصل في إحدى السيارات في بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي، اليوم الثلاثاء، استجابت فرق الدفاع المدني السوري للحادث وأسعفت المصابين وأمنت المكان.
وفي ذات السياق أُصيب شابان بجروح ورضوض جراء حادث سير بانزلاق دراجة نارية كانا يستقلانها في بلدة كنيسة بني عز في ريف إدلب الغربي، كما أُصيب شابان آخران بجروح متفاوتة، أحدهما بحالة حرجة، جراء حادث سير وقع نتيجة اصطدام ثلاث سيارات ببعضها على طريق عفرين كفر جنة في ريف حلب الشمالي، حيث تم إسعاف المصابين إلى المراكز الطبية قبل وصول فرق الإنقاذ التي عملت على تأمين المكان وفتح الطريق.
وقدم الفريق نصائح للسائقين لتجنب حوادث السير أهمها الالتزام بقواعد المرور، وتخفيف السرعة على المنعطفات وفي الأماكن المزدحمة لتفادي الحوادث، والحفاظ على مسافة أمان حقيقية مع المركبات الأخرى، وتجنب السلوكيات الخاطئة التي تشتت التركيز أثناء القيادة مثل استخدام الهاتف المحمول، وعدم السماح للأطفال بقيادة الدراجات النارية أو السيارات، لأنها من أكثر أسباب الحوادث وأخطرها.
تعكس الأحداث الأخيرة، سواء قصف الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي على مناطق ريف إدلب الجنوبي واستمرار الحرائق وحوادث السير، الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها المدنيون في شمال غربي سوريا، رغم الجهود المحلية المستمرة، تظل الحاجة ملحة لدعم المجتمع الدولي لتحسين الظروف وحماية المدنيين من تداعيات الصراع المستمر.