مربى التين.. تراث قديم ومستمر في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تحمل “أم سليمان” سلتها وتخرج بها إلى بساتين التين، تقطف الحبات الصفراء وتحرص على أن تكون تلك الحبات مغلقة، فهي تنوي تحضير مربى التين بكميات كبيرة.

تشتهر محافظة إدلب بزراعة التين منذ زمن طويل، وتتركز زراعته بشكل خاص في جبل الزاوية بريفها الجنوبي، حيث يبدأ موسم التين منذ منتصف شهر تموز حتى نهاية آب.

“أم سليمان”، امرأة في الخمسين من عمرها وأم لسبعة أولاد، تسكن في قرية كنصفرة جنوبي إدلب، اعتادت من صغرها على طهي مربى التين في موسمه، بعد أن تعلمت طريقة تحضيره من والدتها قبل 30 عاماً.

تقول في حديثها مع مراسلة SY24: “كنت أساعد أمي في قطاف التين ووضع الحطب تحت القدر حتى ينضج المربى”.

تستذكر “أم سليمان” أيامًا مضت عليها سنوات طويلة عندما كانت تخرج مع والدتها في الصباح الباكر لقطاف حبات التين الصفراء، تقول: إن “مربى التين له صنف محدد، يجب أن يكون التين أصفر أو نوع آخر نطلق عليه هنا اسم السلطاني”.

بسردها الطويل مع ذكرياتها، تكمل “أم سليمان” حديثها، فتقول: إن “والدتي كانت تصنع كل عام ما يقارب 15 كيلو من مربى التين، فهو من المربيات المفضلة للعائلة على مائدة الإفطار في فصل الشتاء”.

يعرف التين بمذاقه الحلو، وهذا ما يخفف من كمية السكر المضافة إلى المربى، تحدثنا “أم سليمان” عن طريقة تحضير مربى التين، فتقول: “يغسل التين جيداً لتنظيفه من الغبار، ثم يوضع في قدر كبير، يستهلك كل كيلو تين نصف كيلو من السكر ونصف لتر من الماء، ويطبخ على نار متوسطة حتى ينضج ويصبح لونه ذهبياً”.

تشكو “أم سليمان” من ارتفاع أسعار كافة المواد الغذائية بما فيها مادة السكر، الذي وصل سعره هذه الفترة إلى 32 ليرة تركية، وتشير إلى أن أصناف المربيات التي كانت تخزنها قبل عشر سنوات تقدر بضعفي مؤنة هذا العام والأعوام القليلة الماضية.

تقول: “كنا نخزن عشرات الأنواع من المربيات بما فيها المشمش والتين والكرز وغيره، أما الآن، الأصناف محددة وبكمية قليلة لا تتجاوز 5 كيلو للصنف الواحد”.

رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية السيئة التي يعيشها معظم سكان المنطقة، تسعى الكثير من السيدات في الشمال السوري إلى تلبية رغبة أولادهن في تناول جميع المأكولات المفضلة لديهم حتى ولو بكميات قليلة.

مقالات ذات صلة