تصارع “أم مصطفى” الموت، وهي تنتظر فتح المعبر الحدودي مع تركيا، لاستقبال حالتها المرضية لتلقي علاجها بعد أن أصيبت بالسرطان، حيث تُعتبر حالتها من الحالات الباردة والجديدة التي لا يسمح بدخولها إلى المشافي التركية.
منذ أكثر من شهر ونصف، أغلقت المعابر التركية أمام الحالات الباردة لجميع المرضى، بما فيها أمراض الجراحة القلبية والسرطان والأمراض العصبية، ليبقى المرضى يصارعون الموت مع زيادة تأزم حالتهم الصحية.
“أم مصطفى” شابة في الرابعة والعشرين من عمرها، وأم لثلاثة أولاد، تسكن في مدينة الدانا شمالي إدلب، تعاني من وجود كتلة سرطانية في ثديها الأيمن، تم اكتشاف المرض قبل شهرين تقريباً، وقدمت بعد ذلك طلب إحالة إلى معبر باب الهوى للسماح لها بالدخول إلى المشافي التركية.
تقول المريضة، إن “المعبر مغلق أمام الحالات الباردة منذ أكثر من شهر ونصف، وحالتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم والكتلة يزداد حجمها”.
من المعروف في جميع الحالات المرضية أن العلاج كلما تأخر تفاقمت الحالة بشكل أكثر، وهذا ما يتطلب فترة علاج أطول، أما بالنسبة لمرض السرطان، فالوضع أكثر سوءاً، تقول “أم مصطفى”: إن زيادة حجم الكتلة ربما تتسبب ببتر العضو المصاب، أو يكون التأخير سبباً في انتشار المرض بشكل أسرع.
حال “أم مصطفى” كحال مئات المرضى الذين يترددون كل يوم إلى المعبر على أمل دخولهم للمشافي التركية.
يعاني “أبو أحمد” 64 عاماً، أب لسبعة أولاد يقيم في جبل الزاوية، من احتشاء في صمامات القلب ويحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة لمعالجة حالته.
خلال تقديم إحالة حالته إلى معبر باب الهوى، اعتبر الجانب التركي أن حالته من ضمن الحالات الباردة، ومنعه من دخول المشافي التركية، يقول إنه ينتظر إحدى أمرين: الموت أو الدخول إلى المشافي التركية لتلقي العلاج.
وحسب مصدر مسؤول في معبر باب الهوى الحدودي، قال: “تم استئناف دخول الحالات المرضية الموثقة بمراجعة محددة للمشافي التركية لإتمام العلاج، بينما هناك أكثر من 400 حالة مرضية جديدة تحتاج إلى علاج، واعتبرها الجانب التركي حالات باردة، من بينهم 150 مريض سرطان، والباقي مرضى جراحة قلبية وأمراض أطفال”.