استثمارات وهمية وخسائر كبيرة في الداخل السوري 

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بأقل من عشرة أيام، خسر الشاب “طلال”، وهو مهجر من ريف دمشق إلى الشمال السوري، مبلغ 400 دولار بعد اشتراكه في إحدى منصات التداول بالعملات الرقمية بغية الربح عن طريق الإنترنت، حيث دفعت الظروف المعيشية المتردية وقلة فرص العمل عشرات الأشخاص وخاصة الشباب إلى البحث عن مصدر رزق عبر الواقع الافتراضي.

طلال، وجميع المشتركين في منصة وهمية تدعى “توب سيغنال”، خسروا أموالهم التي أودعوها في المنصة خلال عدة أيام بهدف الاستثمار، يصف بلال تجربته القصيرة بأنها نتيجة قلة الوعي والإدراك، ما دفعه لخسارة أمواله بطريقة النصب والاحتيال.

تتطلب البرامج الوهمية التي تستقطب آلاف المشتركين إيداع مبلغ من المال يبدأ بـ 30 دولاراً وقد يصل إلى آلاف الدولارات، تجذب المنصة عملاءها بزيادة نسبة الربح كلما زاد الاشتراك، وتحدد نسبة معينة قد تصل إلى 10%، بالإضافة إلى ميزات وهدايا مجانية عند إضافة أصدقاء للاشتراك في المنصة على مبدأ التسلسل الهرمي.

ينجر عشرات الأشخاص إلى هذه المنصات الرقمية التي تروج لنفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما تطبيق تلغرام، وتنشر قصصاً وهمية لأشخاص حققوا أرباحًا كبيرة لجذب المستثمرين، مع إغرائهم بزيادة عمولتهم كلما أضافوا أشخاصاً آخرين، هذا ما حصل مع طلال وعدد من أصدقائه وأفراد أسرته.

يقول الشاب العشريني إنه اندفع إلى تلك المنصات بهدف تأمين مصدر دخل بعد عجزه عن إيجاد فرصة عمل في إدلب، حيث استدان مبلغًا من المال للاشتراك في المنصة على أمل تحقيق أرباح مالية تمكنه من تسديد الدين وتأمين دخل جيد له.

رغبة “طلال” في تحقيق أرباح كبيرة خلال فترة قصيرة دفعته للمغامرة بمبلغ كبير، ضعف ما كان ينوي الاشتراك به، إلا أنه سرعان ما أغلقت المنصة، وخسر بلال رأس ماله ونسب الأرباح.

“طلال” ليس الضحية الوحيدة، إذ تعرض عدد كبير من سكان إدلب لخسائر مالية كبيرة في وقت سابق، حيث أغلقت شركات مماثلة في وقت قصير واختفت بعد أن جمعت ملايين الدولارات من المشتركين.

في ظل انتشار هذه المنصات الوهمية على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يحذر مختصون في عالم التداول الرقمي الشباب من الانجرار وراء هذه المنصات الوهمية، وينصحون بالتركيز على دراستهم والبحث عن فرص عمل على أرض الواقع، كي لا يكونوا فريسة لعصابات النصب والاحتيال والتسويق الرقمي عبر مواقع الإنترنت.

ويؤكدون على ضرورة تحلي الشباب بالوعي والحذر، والامتناع عن الانجراف وراء الوعود الزائفة بالربح السريع، من الضروري التحقق من مصداقية أي منصة قبل الاستثمار فيها، والتركيز على فرص عمل حقيقية وتطوير المهارات الشخصية، كي لا تكون النهاية مأساوية مثلما حدث مع “طلال” وغيره من الضحايا.

مقالات ذات صلة