في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها مناطق شرق سوريا، تبرز قصص النجاح الفردية كشمعة تضيء الدرب وتعطي حافزا كبيراً وبشكل خاص للمتسربين من التعليم للعودة إلى مقاعد الدراسة.
ومن تلك القصص، قصة طالب من القامشلي حصل في العام الماضي على الدرجة التامة 3100 في الشهادة الإعدادية الحكومية.
وروى الطالب المتفوق بحسب مصادر محلية من المنطقة، أنه كان يستيقظ في الخامسة والنصف صباحاً للدراسة، حيث حدد هدفه في الحصول على الدرجة التامة منذ بداية العام.
وأرجع الفضل في تفوقه إلى دعم أسرته والكادر التدريسي، إلى جانب جهده الشخصي المضني، مؤكدا أن الطالب المتفوق يتطلب منه مضاعفة الجهد والدراسة بشكل كبير جداً.
وأوضح أن والديه كانا ينتظرانه بعد نهاية كل امتحان لمتابعته والاطمئنان عليه، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها، كالتضارب بين الدورات التدريبية والدوام المدرسي، إلا أنه تمكن من التغلب على تحديات نقص الوقت للدراسة، حيث كان يدرس حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ويستيقظ في الخامسة فجراً مع تحديد أوقات محددة للراحة.
وفي وقت سابق، تفوق طالب آخر من القامشلي في الشهادة الثانوية (البكالوريا) الفرع العلمي، وحصل على 236 علامة من أصل 240.
وأشار إلى أنه تحدى عامل انقطاع الكهرباء من خلال الاعتماد على المولدات وبطاريات الكهرباء، مؤكداً أن ثقته بنفسه كانت السبب وراء تفوقه.
وبالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة، كالحظر بسبب جائحة كورونا والتطورات الأمنية، إلا أن هؤلاء الطلاب المتفوقين أثبتوا أن الإرادة والتصميم هما من أهم عوامل النجاح.
وكما أشار أحد الطلاب، كان لابد له من التوقف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي عند بداية دخوله للبكالوريا، لتركيز جهوده على الدراسة وتحقيق حلمه.
وفي سياق متصل، لا تختلف قصة الطالب أحمد العلي الحمد من بلدة ذيبان شرق الفرات، عن الطلاب الآخرين المتفوقين شرقي سوريا، والتي توصف بأنها مثال حي على الإصرار والعزيمة التي لا تقهر، حيث تمكن من التغلب على الصعاب وتحقيق تفوق أكاديمي ملحوظ، ليصبح نموذجاً يحتذى به للشباب السوري.
وتحدث الطالب أحمد لمنصة SY24، بأن طفولته لم تكن كباقي أطفال العالم، فالحرب والنزوح فرضتا عليه واقعاً قاسياً، أجبره على التوقف عن الدراسة في سن مبكرة.
وأكد أحمد أن شغفه بالتعلم كان أقوى من كل الصعاب، ففي أعماق روحه كان يحمل حلمًا كبيرًا بتغيير حياته ومستقبل بلده، وعندما سنحت له الفرصة، عاد إلى مقاعد الدراسة، ليسجل بذلك بداية رحلة كفاح طويلة.
وبالرغم من الانقطاع الطويل عن الدراسة، استطاع أحمد أن يتفوق ويجتاز امتحاناته بنجاح، وكأنه لم ينقطع يوماً عن التعلم.
وأشار إلى أن كل خطوة يخطوها هي خطوة نحو تحقيق حلمه، وكل نجاح يحققه كان بمثابة دافع قوي لمواصلة السعي.
ولم يتوقف طموح أحمد عند هذا الحد. فبعد أن أنهى المرحلة الثانوية بتفوق، تمكن من الحصول على مجموع يؤهله لدراسة الهندسة المدنية في جامعة حلب، إحدى أفضل الجامعات السورية.
وهكذا، تحقق حلم الشاب الذي تحدى الظروف، وأثبت للعالم أن الإرادة والعزيمة هما أقوى سلاحين لمواجهة الصعاب.
قصة أحمد العلي الحمد ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي رسالة أمل لكل شاب وشابة يسعون لتحقيق أحلامهم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، فهي دليل على أن الإرادة القوية والمثابرة هما مفتاح النجاح، وأن لا شيء مستحيل إذا كان الإنسان مصمماً على تحقيق هدفه.
الناشط عمر خطاب ابن دير الزور، أكد لمنصة SY24، على أن أحمد اليوم ليس مجرد طالب متفوق، بل هو رمز للأمل والتحدي.
وأضاف بأن الطالب أحمد وغيره من الطلاب المتفوقين، نموذج للشباب السوري الأصيل الذي يؤمن بمستقبل أفضل لبلده ويعمل بجد لتحقيقه.
وقبل أيام، أعلنت الإدارة الذاتية أن عدد الطلاب المتفوقين في الرقة بلغ 18 طالبًا وطالبة من إجمالي 220 ناجحين لكلا المرحلتين الإعدادية والثانوية.