التعليم عن بعد يمنح السيدات فرصة للتعلم في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

بعد انقطاع دام 24 عامًا، عادت “فاطمة” لتكمل تعليمها برفقة ابنتها، حيث قدمتا معًا امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة يعاني منها غالبية الطلاب في مناطق الشمال السوري.

صدرت قبل أيام نتائج امتحانات الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي في مديرية التربية بإدلب، وكانت فاطمة وابنتها من الطلاب الناجحين بعلامات جيدة جدًا، بعد عام كامل من الدراسة والمتابعة والاجتهاد.

“فاطمة”، البالغة من العمر 32 عامًا، أم لخمسة أطفال، وتقيم في جبل الزاوية جنوبي إدلب، نجحت هذا العام بحصولها على 179 درجة من الفرع الأدبي، بينما نالت ابنتها 191 درجة من الفرع العلمي.

سجلت “فاطمة” في مبادرة “مسارات التعليمية” التي تقدم دروسًا تعليمية مجانية عن طريق كادر تدريسي مميز، ضمن برنامج التعليم عن بعد.

تقول فاطمة إنها استطاعت متابعة الدروس التعليمية لكافة المناهج عن طريق اشتراكها في برنامج “مايكروسوفت تيمز” التابع لمبادرة “مسارات”.

وتضيف أن “التعليم مجاني، كما أنني أستطيع الحضور من المنزل عبر شاشة الهاتف، وأيضًا يمكنني طرح الأسئلة ليجيب المُدَرِّس عليها”.

تعاني معظم السيدات المتزوجات والمنقطعات عن التعليم لسنوات طويلة من صعوبات كثيرة، باعتبارهن مسؤولات عن البيت والأطفال والزوج، إضافة إلى قلة ساعات الدراسة المتوفرة لديهن، على عكس الطالبات اللواتي يقدمن امتحانات الشهادة الثانوية في عمرهن النظامي.

لكن معاناة “فاطمة” كانت مضاعفة خلال العام بسبب طفلها المعاق الذي يحتاج إلى عناية دقيقة ودائمة، فكانت تحضر معظم دروسها التعليمية وطفلها نائم على يدها، تقول: “كنت أحرص على التقليل من الحركة ووضع سماعات الأذن حتى أسمع صوت المُدَرِّس دون أن أزعج طفلي”.

أتاح “التعليم عن بعد” فرصة تعليمية كبيرة للطلاب في الشمال السوري، وخاصة لأصحاب الدخل المحدود غير القادرين على دفع مئات الدولارات أجورًا للتعليم الخاص. كما كان فرصة جيدة للسيدات المتزوجات اللواتي وجدن في هذه الطريقة الحل الأمثل للبقاء قريبات من أطفالهن ومتابعة تعليمهن في آن واحد.

الطالبة “دعاء”، سيدة في الثلاثينيات من عمرها وأم لأربعة أطفال، تقيم في مدينة أريحا جنوبي إدلب. نجحت بحصولها على 174 درجة في الثالث الثانوي بفرعه الأدبي. تقول: “التعليم عن بعد كان سببًا في عودتي إلى الدراسة بعد انقطاع دام 12 عامًا”.

تشير “دعاء” إلى أن زوجها كان له الدور الأكبر في نجاحها، حيث كانا يدرسان معًا وكان يساعدها في الاهتمام بأطفالهما وترتيب المنزل. تقول: “زوجي طالب جامعي، وهو من شجعني على إكمال تعليمي، فكان له الفضل الأكبر في تشجيعي وتحقيق هذا النجاح”.

تسعى الكثير من السيدات في الشمال السوري لإكمال تعليمهن رغم جميع الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمنية السيئة المحيطة بهن، وقد أثبتت الغالبية الكبيرة منهن ءأنهن قادرات على النجاح من خلال تحصيلهن معدلات جيدة جدًا.

مقالات ذات صلة