تفيد الأنباء الواردة من محافظة السويداء في جنوب سوريا، بأن الهلال الأحمر السوري التابع للنظام حرم مئات الأسر من الحصول على المساعدات الضرورية لبقائها.
ويتسبب هذا الأمر بأزمة إنسانية متفاقمة، في ظل تخفيض حاد للمساعدات الغذائية الموزعة على السكان المحتاجين.
وادّعى فرع الهلال الأحمر السوري المسؤول عن عملية التوزيع، أن هذا التخفيض يأتي بناءً على قرار من منظمة الغذاء العالمي، حسب ما نقلت شبكات محلية ومنها “السويداء 24”.
وتلقت الشبكة المحلية العديد من الرسائل من مواطنين يعربون عن استيائهم الشديد من انقطاع المساعدات عنهم بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، ما يكشف عن وجود تجاوزات خطيرة في عملية توزيع المساعدات.
وفي حادثة لافتة، عبرت إحدى السيدات المحتاجات عن إحباطها الشديد بعد أن حُرمت من المساعدات رغم وضعها الاقتصادي الصعب، وعندما حاولت الاستفسار من رئيس فرع الهلال الأحمر في السويداء، تلقت رداً مفاده أن قوائم المستفيدين يتم إعدادها في دمشق، وأنه لا يملك سلطة التدخل في هذا الأمر، وفي “السويداء 24”.
ومما يزيد الوضع سوءاً، انتشار ظاهرة بيع المساعدات الإنسانية في الأسواق المحلية بأسعار مرتفعة، رغم أنها تحمل عبارة “غير مخصص للبيع”، ما يشير إلى وجود شبكة منظمة تقوم بالاستيلاء على هذه المساعدات وإعادة بيعها، مما يحرم المحتاجين الحقيقيين منها.
وفي مواجهة هذه الاتهامات، يتنصل مسؤولو الهلال الأحمر وقطاع الإغاثة في السويداء من المسؤولية، مدعين عدم علمهم أو قدرتهم على التحكم في هذه التجاوزات.
وقالت الناشطة السياسية راقية الشاعر ابنة السويداء لمنصة SY24، إن “ما يجري هو حلقة من حلقات الضغط على أهالي السويداء منذ بداية الحراك لتضييق الخناق عليهم من قبل النظام السوري وأعوانه للالتفاف عن الحراك”.
وأضافت “قبل أيام وصلت رسائل للكثير من الأسر في السويداء برفع الدعم الحكومي عنهم بحجة أن رب الأسرة خارج البلد منذ أكثر من سنة، في حين أن هذا الكلام عار عن الصحة تمام، ما يؤكد أنه باب جديد من أبواب الضغط على سكان المحافظة، يضاف إليها أزمة المياه وتعطيل مضخات المياه إلى المحافظة وغلاء الأسعار وتخفيض المساعدات ورفع الدعم الحكومي، كلها أساليب يتبعها النظام ضد أهالي السويداء بهدف إجهاض الحراك الشعبي”.
ووسط كل ذلك، ويتواصل الحراك الشعبي الواسع في محافظة السويداء جنوبي سوريا المطالب بالتغيير السياسي وتحسين الظروف المعيشية ومحاربة الفساد.