تتفاقم أزمة النقل الداخلي في الرقة وأريافها شرق سوريا، مما يؤثر سلبًا على حياة السكان اليومية، وخاصة طلاب المعاهد والعاملين.
وقد أدى نقص الباصات وسوء تنظيم خدمات النقل إلى تأخير طلاب المعاهد عن دراستهم والموظفين عن أعمالهم، مما أثار موجة من الاستياء والشكاوى بين الأهالي، حسب تعبير عدد من السكان في المنطقة.
وعبّر العديد من سكان منطقة الجزرة في الرقة عن استيائهم من الوضع الراهن، حيث قال أحد المواطنين: “نحن أهالي منطقة الجزرة نطالب مكتب النقل الداخلي بزيادة عدد الباصات، لقد انتظرنا ساعة ونصف في الموقف ولم يأت أي باص، وعندما وصل أخيرًا كان محملًا ولم يتمكن من نقلنا جميعًا”، لافتاً إلى أن “هناك أشخاص يحتاجون للذهاب إلى أعمالهم وطلاب تأخروا عن معاهدهم”.
وأضاف مواطن آخر ساخرًا “ما شاء الله، العالم وصلت للمريخ ونحن نرجع للخلف، باصاتنا أصبحت مثل باصات الـ (هوب هوب)”.
وفي سياق متصل، أشار أحد السكان إلى مشكلة الازدحام الشديد في الباصات قائلاً “حقيقة، مسألة النقل الداخلي، بشكل خاص في منطقة الجزرة وما حولها أصبحت مخجلة، يأتي الباص محملًا من قرية الخاتونية، والركاب يكادون يخرجون من الأبواب والنوافذ، إنه منظر مخجل حقًا”.
كما لفت مواطن آخر الانتباه إلى مرارة الانتظار في مواقف الحافلات، مشيرًا إلى معاناة الناس الذين يقفون لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة في انتظار وسيلة المواصلات، حسب تعبيره.
وتشير هذه الشكاوى إلى وجود خلل في توزيع خدمات النقل بين المناطق المختلفة، حيث يبدو أن بعض المناطق تحظى بخدمة أفضل من غيرها، فعلى سبيل المثال، ذكر أحد المواطنين أن أهل السباهية لديهم باص الدرعية، وكذلك شارع باسل لديه باص المساكن، لكن يبدو أن الخدمة لا تصل إلا لأهالي منطقة الجزرة بشكل محدود، وفق رأيه.
ويطالب الأهالي الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لحل هذه الأزمة من خلال زيادة عدد الباصات وتحسين تنظيم خدمات النقل لتشمل جميع المناطق بشكل عادل.
كما يأملون في تطوير البنية التحتية للنقل لتواكب احتياجات السكان المتزايدة وتسهل حركتهم اليومية، بحسب الأصوات التي تتعالى والشكاوى المستمرة بشكل شبه يومي.
وتزداد هذه المعاناة مع حالة الباصات المتردية وعدم كفايتها لعدد السكان، في حين يؤكد الأهالي أن باصات النقل الداخلي لم تعد صالحة حتى لنقل البضائع، وفق تعبيرهم.
ويعود ازدحام باصات النقل الداخلي في الرقة إلى عدة عوامل، أهمها نقص عدد الباصات، إذ لا يتناسب عدد الباصات العاملة مع الكثافة السكانية في المدينة، خاصة بعد عودة العديد من النازحين إلى منازلهم.